محمد بن عيسى الكنعان
تستعد الطغمة الحاكمة في إيران خلال الأيام القادمة لإعدام 30 ناشطاً وداعية سنياً إيرانياً، بينما يُخيّم الصمت المعتاد على الإعلام الغربي تجاه هذه الجريمة المرتقبة لحسابات تخص دوله ومصالحها مع الإيرانيين، أما الإعلام العربي فهو مشغول بالمهرجانات الفنية، والمنتديات الإعلامية من جهة، ومن جهة أخرى ملاحقة صور وأخبار مآسي الحروب الجارية في أكثر من بلد عربي من باب تأدية الواجب، والتغطية الخجولة عن الممارسة الحقيقية للدور الإعلامي الفعال في دعم قضايا الأمة ضد مشاريع الهيمنة من صهيونية، وصفوية، وصليبية.
إن الإعدامات التي جرت في إيران منذ قدوم الخميني العام 1979م، واستمرت حتى حكم روحاني الذي يصفه إعلامنا العربي بـ(المعتدل) حتى بلغ عدد تلك الإعدامات الآلاف. هذه الإعدامات الجائرة والجارية ظلماً كان من الممكن أن تكون القضية الأولى لإعلامنا العربي والسعودي أمام الرأي العام العالمي، خاصةً أن إيران تعبث في منطقتنا العربية، وتتحكم بأربع عواصم عربية، بحيث يفضح تاريخ وواقع هذه الدولة الدموية، وأنها امتداد للدولة الصفوية وتاريخها الدموي، الذي بدأ مع إسماعيل الصفوي ومروراً بالشاه وطغيانه العلماني.
هذه الدولة الطائفية لم تجد أفضل من كتم صوت الحق، والقضاء على أية تطلعات نحو الحرية، وتحويل الناس إلى دراويش ينقادون نحو سياساتها الدموية إلا بالإعدامات والإبادات الجماعية، وهذا ما فعله الطاغية إسماعيل الصفوي، ويكررها ملالي إيران بقيادة مرشد الإرهاب الخامنئي الذي يصف قتل السوريين بالجهاد. فإسماعيل الصفوي 892هـ (1487م) عندما تولى حكم إيران (السنية) قام بتشييع مدنها، وذلك بالقضاء على علماء وفقهاء السنة كي يضيع العامة بالجهل في أمور دينهم، فيسهل إدخال العقائد الفاسدة إلى معتقداتهم، في ظل وجود علماء شيعة ينشرون المذهب، فقام بأعظم مذبحة في التاريخ الإيراني بمدينة تبريز العام 908هـ (1503م)، ثم تتابعت المذابح في مدينة شكى، ومذبحة الشيروانيين، بأن أحرق علماءهم وبنى من جماجم الشهداء منارة، وكذلك فعل في قلعة باكو، ومذبحة شيراز وغيرها من المدن الإيرانية، ثم غزا العراق وارتكب مذبحة مروعة في بغداد العام 913ه (1508م) - كما نبش قبر الإمام أبي حنيفة. حتى قدر المؤرخون عدد القتلى السنة على يد هذا الطاغية الصفوي بقرابة مليوني سني، وبهذا استطاع تغيير مذهب بلد كبير وعريق كإيران من المذهب السني إلى المذهب الشيعي (الصفوي)، وليس وفق التشيع العربي، وهذا يفسر رفض بلاد الأحواز (العربية)، التي تجمع السنة والشيعة العرب للسياسات الإيرانية لأنها قائمة على المنهج الصفوي.
إن ما تفعله حكومة طهران اليوم بإرشاد الخميني ومباركة روحاني (المعتدل)! في السنة الإيرانيين من الإعدامات المتتابعة، وما تفعله في العراق (السني) من خلال الحقد الشيعي المسمى زوراً بـ(الحشد الشعبي) من تهجير السنة من مدنهم وقراهم وإحلال الإيرانيين، وكذلك ما فعله نظام بشار (النصيري) الذي حاصر مدن سوريا للقضاء على أهلها أو إجبارهم لتركها من أجل الإيرانيين، هذه الأساليب وغيرها هي منهج صفوي دموي لتغيير التركيبة السكانية في المنطقة العربية لصالح التشيع الصفوي من خلال الشيعة العرب، الذين أصبحوا ألعوبة بيد ملالي طهران كما في اليمن (الحوثيون)، وفي لبنان (حزب الله)، وفي العراق (حزب الدعوة) والصدريون.