د. فهد صالح عبدالله السلطان
قليل أولئك الذين يختلفون على أن الفساد الإداري هو رحم الأمراض وسرطان التنمية ومصدر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. يفضي إلى امراض خطيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: إهدار المال العام، غنى القلة على حساب الكثرة، ارتفاع معدل البطالة، ازدياد طبقة الفقراء وتراجع الطبقة الوسطى، تواضع جودة المشاريع وتدني مستوى تنفيذها، عدم قدرة المال العام وقصوره عن تلبية الخدمات العامة وتدني مستوى الخدمات القائمة منها، ارتفاع تكاليف الإنشاء والتشغيل والصيانة..الخ..
كتبت في السابق عدة مقالات عن هذا المرض العضال وأنه أكبر عائق للتنمية في أي بلد وأنه لا يمكن لأي وطن أن يشعر بالأمان والاستقرار ما لم تكن مبادئ الأمانة والنزاهة هي الموجه الرئيس وفيصل الأداء لدى العاملين فيه.
وطالما أن المملكة في صدد تحول اقتصادي يتم تنفيذه من خلال خطة زمنية محددة وحيث إن «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» فإن الأمل ينعقد على اعتبار القضاء على الفساد أولوية وطنية.. ووضع خطة زمنية محددة وواضحة المعالم والأهداف للقضاء على ما تبقى منه بشكل كلي. وهو أمر ممكن وليس على الله بعزيز.
ولذا فقد يكون من المناسب تبني برنامج وطني عملي وحازم للقضاء على ما تبقى من الفساد بشكل سريع يتضمن صياغة برامج علاجية وأخرى وقائية وآلية واضحة المعالم لتنفيذها على المدى القصير والبعيد وفق مدة زمنية محددة ومؤشرات أداء رئيسة وواضحة.
الشيء المؤكد أن قدرتنا على تنفيذ التحول الاقتصادي المأمول مرهونة ببرامج مواجهة الفساد التي يجب أن تسبق التحول أو تتزامن معه في أقل الأحوال.
أتمنى أن يكون شعار البرنامج «مجتمع بلا فساد 2018 م». سيجني الوطن والمواطن فوائد ومكاسب لا تقدر بثمن جراء تحقيق هذا الهدف. منها على سبيل المثال لا الحصر:
1. تعزيز اللحمة الوطنية
2. الحد من تآكل الطبقة الوسطى
3. تقليص الطبقة الفقيرة
4. ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية التي هي أساس الأمن والاستقرار
5. زيادة مستوى الرضا الاجتماعي
6. اتساع نطاق الخدمات العامة من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية...الخ
7. تأكيد وتأصيل جودة المشاريع العامة والخاصة
8. تحسين مستوى جودة الخدمات العامة
9. ترشيد الإنفاق الحكومي وكفاءة الميزانية والمال العام
10. تحقيق رؤية المملكة للعام 2030
11. تحقيق التنمية المستدامة
وفضلا عن ذلك سيفضي هذا البرنامج الطموح إلى أن ينظر إلينا العالم بأسره والعالم الإسلامي خاصة على أننا قدوة في النزاهة كما نحن قبلة للركع والمتعبدين.