ميسون أبو بكر
لن أتحدث هنا عن الرمز والإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد الفائز بجائزة الشخصية الإعلامية لجائزة الصحافة العربية التي تسلمها في حفل مهيب من سمو الشيخ محمد بن راشد ضمن منتدى الإعلام العربي بالتأكيد في دبي, وسأتجاوز كذلك الليلة الساحرة التي قضيناها في رحاب إيلاف وبدعوة وحضرة قبطانها السعودي المتميز الإعلامي عثمان العمير وبحضور لفيف من الإعلاميين من كل صوب في العالم وتحت سماء دبي أيضا, لكنني سأتحدث عن ندوة وزيرة السعادة معالي الأستاذة عهود الرومي في منتدى الإعلام العربي الذي نظمه نادي دبي للصحافة في دورته الخامسة عشر والذي افتتح بندوة لصاحبة السمو الملكي هيا بنت الحسين التي طالبت في كلمتها بميثاق شرف إعلامي وتحدثت بألق وفخر عن جوانب من شخصية الشيخ محمد بن راشد بلكنة إماراتية صافية رائقة وبلغة صادقة تدخل القلب بلا استئذان.
ليس المستغرب أن تحمل عهود الرومي وزيرة السعادة الإماراتية كل هذه الطاقة الإيجابية التي تجلت واضحة في ندوتها, وليس من العجيب أن تكون الوزيرة شخصا متفائلا سعيدا , لكن العجيب أن كانت القاعة بمن فيها تضج بالحياة والسعادة والتفاؤل والفرح والطاقة الإيجابية التي بثتها الوزيرة الشابة في نفوس الحاضرين حولها.
وكنت أنظر لمن حولي لأتأكد أن السعادة التي غمرتني لم تكن جرعة تلقيها وحدي كوني انحزت للمرأة الوزيرة أو لجدولها الذي عرضته على الحضور, فقد كانت الضحكات تنبعث من القاعة ومن كل صوب ومن زميلي الذي يجلس في الكرسي المجاور الصارم في حواراته التلفازية والجاد في أسئلته حتى أنني رأيت وجها آخر لحسن معوض مما أكد لي أن الشعور بالسعادة سرعان ما تحول إلى شعور جماعي انتقل إلى الجميع.
كان في أجندة الوزيرة الكثير ما انتظرنا سماعه لتتضح فكرة الوزارة الجديدة التي عرفنا من خلال حديثها أنها وزارة غير مستقلة بل تتكئ عليها الوزارات الأخرى في أعمالها, وتدخل في سعادة المواطن والمقيم والزائر وكل ما يقدم من خدمات.
«الإعلام أبعاد إنسانية» العنوان العريض للمنتدى الذي ابتعد عن التقليدية في كل شيء بدءا من المساحة المخصصة للمحاضرات والورش والتقاء الحضور والمعروضات المختلفة إلى الندوات المنوعة والحضور الإعلامي الضخم ومشاركة صاحب القرار الشيخ محمد بن راشد لأغلبية الورش والندوات وحفل توزيع الجائزة وختامها القيصر ( كاظم الساهر) الذي غنى قصيدة الشيخ محمد المعبرة عن حال الأمة اليوم.
ولعلني أختم مقالي هذا بجملة الأستاذة منى المري أمين عام جائزة الصحافة العربية بأن «العالم العربي يحتاج إلى إعلام رسالته إنسانية» وهذا هو المهم من الإعلام الذي تصارعت كفتيه اليوم التقليدي والالكتروني.
دبي.. بامتياز صاحبة السعادة التي جمعت على بلاط السلطة الرابعة أكثر من ألفي إعلامي التقوا آنسين بالمكان والإنسان والإعلام.
من أخر البحر قصيدة الشيخ محمد بن راشد
كفكف دموعك أيها المشتاق
فلكل وجد لو علمت مذاق
ولأنت مفتون بعشقك أمة
خضعت لعزة مجدها الأعناق
أواه ما هذا الذي في أمتي
قد حلّ حتى اسودت الآفاق