أحمد المغلوث
كنت أشاهد مشهدا. في أحد الأفلام السينمائية الأجنبية لأحدهم وهو يتناول طعامه من «الاستاكوزا» في أحد المطاعم الشهيرة.. عندها تذكرت هذه الحادثة التي شاهدتها مع والدي عندما كنت فتى ورافقته في رحلة إلى ولاية كيرلا بالهند لاستقدام عمالة يحتاجها عمله فكان أيامها رجل أعمال معروف في الخفجي رحمه الله.. المهم جلسنا في مطعم الفندق وفي الهواء الطلق تحفنا الأشجار وتضيء حولنا الأنوار التي أحسن وأبدع المهندسون في توزيعها بحيث كان يتسلل الضوء من خلال الأوراق والأفريز الذي كنا نجلس إلى جواره. ويكاد الضوء يلتصق بطاولة الطعام ويتناثر في تناغم على صحون الأكل التي أمامنا.. عندها سألني والدي ما رأيك في الطعام الهندي. فأجبته وأنا أخفي ما سببه لي من حرارة في فمي. لذيذ. والكاري اللي فيه رائحته تشق الرأس كما يقولون وتجيب الزكام بس. فرد وهو يخفي ابتسامته. غريبة (يا وحيمد) لا تكابر الم تشعر بحرارته اللاذعة.. أم انك تريد أن تبدو أنك قادر على تحمل حرارته وتخفيها في لذته وشهيتك المفتوحة ما شاء الله.؟! وراح يضيف أنا أبوك وبصراحة أشعر بحرارته وان «الدراز» الموضوع فيه يكفي كل بيوت ديرتنا.؟! وراح يضحك بصوت خفيض.! وقال وأنت ما زلت تغالط نفسك وتخفي ما تشعر به. مع أنك تأكل وصوت (نشقتك) بين فترة وأخرى تكاد تتطاير وربما وصلت لديرتنا.؟! ابتسمت وقلت حلوه (النشقة) رجعتنا للديره. أبوي. أبوي أستر عما واجهت.؟! بعدها راح الوالد يحدثني عن ماذا سوف يقوم به صباح الغد. من مقابلة العمال. واختبارهم.. وبعد ذلك سوف يصحبني في جولة لداخل المدينة. ومن ضمنها المتحف. فهو يعرف اهتماماتي وهواياتي الفنية.؟! فجأة اختفى الهدوء. وبدأت أصوات شجار تصل إلينا. بصورة حطمت جدران الهدوء وتلك الموسيقى الخفيفة التي كانت تصل إلينا.. بسرعة قمنا واتجهنا إلى مصدر الصراخ. لنرى ماذا حدث.؟ فكان المشهد حزينا ومؤلما. واحد المسئولين في المطعم ينهال ضربا مبرحا على زبون ؟ ! تناول أكثر من طبق «استاكوزا» وملحقاته من سلطات ومقبلات مع مشروب ثمين. وبعد أن انتهى قال للجرسون إنه شخص مفلس.! وإنه يعرف مصيره وجاهز ليذهب للسجن ؟! لكن المسئول أراد أن يلقنه درسا..؟ وقبل أن يعدل الزبون المفلس من وضعه وأن يقوم من على أرضية المطعم. إذا بالجرسون ينهال عليه هو الآخر ضربا بحزام بنطلونه. فصرخ فيه المسئول يكفي لقد قمت بالواجب وضربته..! فرد الجرسون أعرف يا سيدي لكنني اضربهعن قيمة «البقشيش»..!
تغريدة: من أهم الأشياء التي تفيدنا فيها التجربة. هي أنها تكشف لنا حجم الأخطاء التي ارتكبناها ولو بحسن نية.؟!