أحمد المغلوث
عند اجتماع أفراد الأسرة ليلة الجمعة وكنا جميعا في انتظار فيلم الأسبوع الذي يبثه تلفزيون الظهران قبل نصف قرن من اليوم. انقطع فجأة تيار الكهرباء. ورحنا نشعل الاتاريك. والفوانيس وحتى سراج بوبيزه.. ونوزعها على الأماكن الرئيسة في البيت؟! جاء الدور على لأروي حكاية باسمة لنقطع فيها خيوط الملل والضيق التي انتشرت بين الجميع. بدأت بعدما اعتدلت في جلستي أروي الحكاية الطريفة وما أنا في البداية حتى حدث ما لم نتوقعه. فلقد جاءت الوالدة تخبرنا بأن الفانوس الموجود بالقرب من حوش الغنم انطفأت شعلته لعدم وجود الغاز فيه.. فتوقفت عن الكلام المباح.. ليقوم شقيقي الأصغر بإحضار الغاز
«الكيروسين» من السطح! وبعدها رحت أواصل الحديث بعد أن عادت الحياة لفانوس الحوش؟! وراح الجميع يتذمرون من شركة الكهرباء أيامها ويسخرون من تذبذب التيار وضعفه واضطرارنا للعودة لعالم الإضاءة الكيروسينية.. وبعدما عاد شقيقي وجلس بيننا.. رحت اروي الحكاية من جديد.. وما هي إلا لحظات وإذا بي أتوقف كما توقف الجميع عن الاستماع لحكايتي التي لم تنتهِ؟! فلقد سمعنا صراخ أم حمد وكانت أرملة تساعد الوالدة -رحمهما الله- في أعمال البيت الكبير. فتراكض السامعون واتجهوا جميعا إلى رواق البيت حيث مصدر الصراخ. فوجدوا أم حمد تكافح النار التي اشتعلت في ثوبها الأسود الذي يغطي فستانها فلقد تعثرت في أحد المساند في الرواق ووقع من يدها سراج «بوبيزه» الذي تسبب في اشتعال ثوبها الخفيف.. وبفضل الله كانت أطراف الثوب الطويلة هي فقط التي لحقت بها النار. ثم الوالدة التي كانت أقرب منا جميعا لوجودها على بعد خطوات منها فهي كانت تجهز العشاء في الموقد القريب من الرواق! حمد الله الجميع على سلامتها. وأجلستها الوالدة وراحت تسمي عليها وتدعو لها بالصحة والعافية وناولتها كأس ماء. مع عتاب مبطن بأنها لا تطالع جيدا وهي تمشي..! ولولا أن الله يحبها وعمرها طويل كانت النار قد وصلت إلى جسدها! فكانت ترد عليها أم حمد وهي مازالت ترتعش من الخوف وهي تتذكر مشهد النار التي اشتعلت في ثوبها الثمين قدر ومكتوب يا أم عبدالعزيز! فسألتها شقيقتي الكبرى على حين غرة وببساطة ضروري يا خالتي تحملين السراج وأنت تمشين الحمد لله نور اتريك الرواق اعتقد أنه كاف؟ فردت وهي تطالعها وابتسامة ميتة على شفتيها: قال شحادك يا مسمار قال المطرقة! يا بنتي قالولك نظري نظر زرقاء اليمامة. ياالله ياالله أشوف اللي أمامي.. وبعد أن اطمأن الجميع على الخالة أم حمد. عدنا جميعا إلى غرفة التلفزيون.. ولم يعد التيار بعد. لكنني عدت أروي الحكاية وما أن بدأت حتى عاد التيار. فتصارخ الجميع فرحا.. واتجهت الأنظار إلى الشاشة وعلى وجوههم السعادة والبشاشة.. وبقت الحكاية لم تروَ حتى اليوم!
تغريدة: نجحت القمة الإسلامية في أنقرة. بكل المقاييس ويكفيها إدانة إيران وحزب الله.. إدانة تشكل صفعة وخزي لإيران الإرهاب!