عبدالحميد جابر الحمادي
أصبح الاهتمام بالعلاقات العامة في الأجهزة الحكومية أو المؤسسات والمنظمات الخاصة يحظى ويتمتع بالأهمية الكبرى والعظمى، حيث تحولت العلاقات العامة بمثابة الأداة والوسيلة التي من خلالها يتعرف الجمهور والمستفيدون على رؤية ورسالة وخدمات وأنشطة وبرامج تلك الوزارات أو المنظمات والمؤسسات مما يؤدي إلى بناء صورة ذهنية إيجابية وطيبة وواضحة، ولعل الاهتمام أيضاً بإدارة العلاقات العامة يرجع إلى أهمية الدور الرئيسي والفعال الذي تنطلق منه مهام وواجبات ووظائف ومبادئ ومهارات العلاقات العامة من حيث الاتصال الدائم والمستمر بالجمهور الداخلي والخارجي للمنظمة، ومن ثم استخدام الأسلوب العلمي في التعرف وتحليل وقياس الرأي العام، وتنوع واختلاف وسائل الاتصال مع الجمهور بحسب نوع الجمهور وحساسية وفاعلية ذلك التواصل.
إن العلاقة التي تربط الموظفين بالمنظمة غير قاصرة على الأداء والإنتاج والعمل فحسب، بل يمتد ذلك إلى قناعة الموظف بأهداف المؤسسة ورسالتها وأنشطتها ومهامها حيث ينعكس ذلك على عطاء وحماسية وفاعلية الموظفين، فكلما كانت العلاقات طيبة والمناخ داخل المؤسسة بهيج وممتع ومريح وآمن انعكس ذلك إيجابا إلى تبني الموظفين كل خطوة تتخذها المؤسسة في قراراتها وأهدافها، وهذا الدور المهم تتبناه وتقوده وتصنع مبادراته» إدارات العلاقات العامة» في الوزارات والمؤسسات، بحيث تصبح حيوية بالقدر والمستوى والدرجة التي تجعل كل من يعمل تحت قبة ومحيط وأسوار هذه الوزارة أو المنظمة والمؤسسة على اطلاع مسبق وعاجل بكل جديد يصدر عن قياداتها وإداراتها.
كما أن الدور الرئيسي للإعلام هو نقل وتزويد الناس بالأخبار والحقائق والمعلومات بطرق ووسائل متنوعة بعيدا عن المبالغة والتزييف والتشويه، وهذا يعني أن الإعلام عبارة عن وسيلة يعرف الآخرون من خلالها ما يدور في مجتمعهم دون محاولة التأثير فيهم لصالح أي طرف، فمن هنا ينبغي أن يكون الإعلام موضوعياً متحرياً الدقة بعيداً عن التفسير الانحيازي، يسعى إلى بث الحقائق التي تساعد الآخرين على تشكيل الوعي والرأي الصائب، وتستثمر العلاقات العامة في أي مؤسسة وسائل الإعلام بنشر سياساتها وأنظمتها ورؤيتها وأهدافها وبرامجها، بالإضافة إلى شرح وتوضيح وتفسير وإيصال رسالتها عبر طرق وآليات ووسائل مختلفة تعتمد على مضمون الرسالة التي تود إيصالها مثل الصحف المحلية، الإذاعة والتلفاز، المجلات العامة، المجلات المتخصصة ،مجلة المؤسسة، تبادل الزيارات، الاحتفالات والمناسبات ،إقامة المعارض إعداد اللقاءات والورش والمؤتمرات.
ومن هنا، فإن الجهود المباركة التي تقودها وتنفذها وزارة الثقافة والإعلام بشأن إلقاء الضوء على رؤية 2030 تبقى غير كافية رغم أهمية ما تقوم وستقوم فيه من توعية وتثقيف حيث يستهدف الرأي العام والجمهور الخارجي، ويبقى الدور الأهم والأكبر على إدارات وأقسام العلاقات العامة في الوزارات والمؤسسات التي تستهدف الجمهور الداخلي (الموظفين) أو في القطاع الخاص (المؤسسين ،المساهمين، الموظفين، المستهلكين) وهذا يتطلب ويدعو القيادات العليا في الوزارات والمؤسسات إلى منح وإعطاء إدارة العلاقات العامة الثقة والدعم وربط إدارتها بسلطة أعلى الهرم، لأنها أضحت من الإدارات المهمة في صناعة القرار.