يوسف بن محمد العتيق
في كتابه الفنون الصغرى (السفر الخامس) استدرك الشيخ الموسوعي ابن عقيل الظاهري على الجاحظ أديب العربية الكبير، أنّ الجاحظ أتى بحديث نبوي شريف ولم يجعله حديثاً بل جعله حديثاً يتداوله الناس، وقال ابن عقيل عن الجاحظ، وهو حديث تعرفه العجائز فكان غريباً من الجاحظ هذه الغفلة!! هذا نقد أديب كبير للجاحظ وهو من أكبر الأدباء في تاريخ العرب.
والذي أريد أن أصل إليه من نقل هذا النقد، أنّ الأخطاء الكبيرة حين تقع من شخصية كبيرة يكون النقد كبيراً أيضاً، وكما قيل الكبار أخطاؤهم ليست كثيرة لكنها كبيرة.
وقد يكون من الصعب علينا أن نعالج خطأً وقع فيه مثقف كبير أو أديب كبير أو عالم أو سياسي متمرِّس كما نعالجه لعامة الناس.
وفي الوقت نفسه لا يجوز أن نضخم أخطاء الكبار وننسى تاريخهم السابق، بل نعرف أقدارهم وتاريخهم، وهذا المنهج الرشيد ما فعله ابن عقيل مع خطأ الجاحظ، فقد قال ابن عقيل عن الجاحظ قبل أن يذكر الخطأ بأنه عميد البيان العربي.
وكل ما تقدم أعلاه إنما أريد أن أصل من خلاله إلى معالجة أخطاء الكبار كيف تكون وأين تكون وأسلوبها وقبل ذلك من يقوم بها؟! هي دعوة للنقاش أكثر من كونها تقرير حكم على هذا وذاك.