سلمان بن محمد العُمري
في البدايات الأولى لتطبيق مشروع «كلنا أمن» بلغ عدد مستخدمي التطبيق من المواطنين والمقيمين ممن تم تسجيلهم بالنظام (250000) مستخدماً بحسب تصريح مدير إدارة تقنية المعلومات بالأمن العام العقيد محمد العبودي. وربما زاد العدد عن ذلك إبان نشر هذه المقالة، ولو كثفت الحملات الإعلامية والتوعوية بمختلف وسائل الإعلام والاتصال لزاد العدد أضعاف ذلك.
ومشروع تطبيق «كلنا أمن» على الهواتف الذكية يجيء لجعل المواطن والمقيم جزءاً من منظومة تقنية تفاعلية تبدأ وتنتهي إليه.
ولا شك أن هذه الخطوة التي قام بها الأمن العام ستعزّز العلاقة بين أجهزة الأمن والمواطنين ابتداء، وترسيخ ذلك في أذهان الجميع أن المحافظة على الأمن مسؤولية الكل. وأن إشراك المواطن في المحافظة على أمن بلاده توكيد على الثقة فيما بين الأجهزة الأمنية والمواطنين مما سيكون له نتائج وآثار طيبة في الحد تدريجياً من المخالفات التي ترتكب من بعض، مع يقيني أنه لن تلمس الآثار الإيجابية لهذا التطبيق إلا بعد فترة من الزمن، وربما تحدث بعض المشكلات وتكثر الشكاوى في البدايات.
وأننا حينما نريد أن نفعل دور الجمهور والمجتمع بشكل عام في الإسهام مع رجال الأمن فمن الطبيعي أنه لن يقبل من هبّ ودب في هذا الأمر وإلا لأصبح الأمر فوضى واحتجنا إلى جهة تقوم بمعالجة المخالفات الناشئة عن التعميم، وأرى أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك انتقاء لمن سيتم اختيارهم للمساهمة مع رجال الأمن في الرصد والبلاغ والتواصل ويجب أن يتحلى المتعاونون مع رجال الأمن بالأمانة هذه الصفة التي ذكرها الله تعالى في قوله: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (26) سورة القصص، والقوي يشمل القوي في علمه وعمله وخبرته، والأمين يشمل الأمين في ديانته ومسؤوليته. وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا إيمان لمن لا أمانة له» والذي ليس له إيمان فلا أمانة عنده.
ولا بد أن يكون من أهل الاستقامة والصلاح، ولابد أن يكون لديه الخبرة والدراية والإحاطة فلا يكفي أن يكون من أهل الدين، ومن أهل الأمانة والصدق مع كونه لا خبرة له.
إن الأمن مسؤولية الجميع ليست مسؤولية خاصة برجال الأمن، وواجبنا أن نكون جميعاً أعينا ساهرة على أمن بلادنا في كافة المجالات، وأن نبلغ عن كل أمر مشبوه وكل عمل مخالف ولو كان من قريب أو صديق فإن ذلك نصر له وحفظ له كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، قالوا يا رسول الله ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: «تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه».
ونحن نعلم أن في ديننا ترغيبا لإماطة الأذى عن الطريق فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله « وعن أبي برزة - رضي الله عنه - قال: قلت يا نبي الله علمني شيئاً أنتفع به، قال: «اعزل الأذى عن طريق المسلمين».
وإنني إذ أقترح عقد دورات تأهيلية وورش تدريبية لمن يراد التعاون معهم مستقبلاً ويجب ألا نحرص على من يطمع في هذا العمل أو أن يكون همّه الوصول بأي طريقة ليستفيد من ورائها ويحقق المكسب، ويحقق مصالحه الخاصة عن طريقها ويسيء استخدامها وبكل تأكيد بأن هذا مدرك تماماً من أهل الشأن والاختصاص في الأمن العام.
كما أنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك شرح وافٍ لكيفية التعامل مع التطبيقات وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حتى يسهل للمتعاملين مع البرنامج كيفية الاستخدام الصحيح من الذكور والإناث.
وأرى ضرورة تنظيم لقاءات لرجال الأمن المختصين مع الفئات المستهدفة «الشباب» وتعريفهم بالبرنامج، وآثاره على أمن الوطن مما يكسب هذه الشريحة الأكثر في المجتمع، وهم الغالبية التي قد تحدث منهم المخالفات أن يكونوا شركاء مع الأجهزة الأمنية.
ومن المؤكد أن تطبيق هذا المشروع سيكون تدريجياً بحيث يبدأ بمناطق ومدن محددة ويكون هناك فترة تجريبية للتقويم والتقديم وقياس الأثر واختيار عينة من المرشحين قبل تعميم المشروع.