عثمان أبوبكر مالي
يوم السبت الماضي تفاعل الوطن كله مع القرارات الملكية السامية التي صدرت من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله -، وجاءت تحمل أوامر دمج وتنظيمات جديدة للعديد من الوزارات والقطاعات والمؤسسات الحكومية.
انتشى الجميع، وهلل الوطن كله بالتأييد والقبول والتفاؤل بالقرارات في انتظار عهد جديد يستشرفه الجميع، بطموح يرسمه القائد الأعلى لتحقيق التطلعات الكبيرة للمرحلة والأجيال القادمة - بإذن الله تعالى - ثم بالخطوات والخطط العملية المدروسة.
القطاع الرياضي كان له نصيبه في التغيير، وشمله التطوير؛ لتتحول (الرئاسة) العامة لرعاية الشباب إلى (الهيئة) العامة للرياضة. وإذا كانت الأنظار ستتجه خلال الفترة القادمة إلى كل القطاعات التي أدمجت، والتي شملها التغيير، فإنها ستكون مصوبة بشكل أكبر وأشمل وأعمق للهيئة العامة للرياضة. وذلك كان واضحًا منذ إعلان القرارات، من خلال التفاعل وحجم ردود الأفعال وكثرة التعليقات؛ إذ كان لها النصيب الأكبر لاعتبارات عديدة، لعل أهمها النسبة الكبيرة من التركيبة السكانية في المملكة التي ستتعامل معهم الهيئة، وتعمل لهم ولخدمتهم، بل إنها ستقودهم.
ولأن الأمير عبدالله بن مساعد هو أول رئيس لها، وهو الذي كان الرئيس الخامس للرئاسة العامة لرعاية الشباب، فإن الأنظار ستكون مصوبة إليه خلال الفترة القريبة والسنوات القادمة، وستكون خطواته محسوبة في انتظار التغييرات المطلوبة والقرارات المحفزة والدافعة، والأعمال التي ستأتي، والإنجازات التي ستتحقق لمواكبة الرؤية الطموحة للوطن، التي جاء تحويل الرئاسة إلى هيئة ليضمن القيام بها على أكمل وجه وأحسن صورة.
ما إن تُذكر الرياضة في المملكة إلا ويُذكر معها الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - الذي رحل وترك (أعماله) الكبيرة البارزة والخالدة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وعلى الرياضة والرياضيين في كل أرجاء الوطن. وعندما يأتي ذكر سموه (يترحم) عليه الجميع، ويتنافسون في ذكر وتعديد (بصماته) الخالدة.
اليوم أصبحت الفرصة مواتية بشكل أكبر مما مضى لـ(أول رئيس) للهيئة العامة أن يصنع للرياضة السعودية عملاً مختلفًا، ويضع لها (أنموذجًا) جديدًا، وإضافات متطورة ومواكبة للرؤية الوطنية الطموحة (المملكة 2030م).
لقد انتهى وقت التنظير والتشكي والانتظار، وحانت ساعة العمل والإنجاز.. يا سمو الأمير، الشباب ينتظرونك، بل الوطن ينتظر (بصمتك).
كلام مشفر
- كل الذين مروا على الرئاسة العامة لرعاية الشباب تركوا تاريخًا وإرثًا عمليًّا وبصمات مختلفة ومشهودة.. رغم اختلاف الظروف والإمكانيات والمتطلبات أيضًا، لكن التاريخ سيظل شاهدًا لهم جميعًا وعلى إنجازاتهم.
- تحويل رعاية الشباب إلى هيئة رؤية جاءت متوافقة مع توجهات ورغبات رئيسها الذي كان قد أبدى تحفظه على تحويلها إلى وزارة. هذه الرغبة والتوافق يحتاجان حتمًا إلى ترجمة عملية في وقت قياسي.
- أحد عوائق العمل التي كانت تواجه الرئاسة (الترهل) الكبير الذي عليه كثير من أجهزتها ومكاتبها وموظفيها. التحول الجديد يتيح الفرصة للتغيير والاستقطاب والاستعانة بالأسماء والكفاءات المؤهلة لتسريع وتيرة العمل والتغيير. ننتظر ونأمل أن يكون ذلك لمن يقدمون أنفسهم بملفات (خضراء) لا غير!
- عندما أعلن إبراهيم البلوي ترشيح نفسه رئيسًا لنادي الاتحاد عارضه ورفض كثير ممن يعرفونه جيدًا (اتحاديين وغيرهم) ذلك الترشيح، رغم البرنامج (الوهمي) الذي قدمه. ولم يكن ذلك رفضًا لشخصه، وإنما لشخصيته. وأعتقد أن الصورة أصبحت جلية للجميع، ومن غير رتوش، إلا من أعمى الله بصيرته.
- أغرب ما يحدث في الاتحاد اليوم أن هناك من لا يزالون يطالبون باستمرار الإدارة الحالية بحجة أن في ذلك مصلحة النادي(!!) الأكيد أنهم يكذبون، وأكذب منهم الذين يدعون أنها أنقذت النادي، أو أنها تركت فيه ما لا يجب هدمه. ذلك غير صحيح إلا إذا كان (الهروب) بناءً.
- أسوأ كلمة تُسمع عند الاتحاديين هي كلمة (مطانيخ)، وقد كان يراد بها المدح للإدارة الحالية، فأصبحت شتيمة للنادي. وأوسخ كلمة تسمعها هي كلمة (عتاريس)، وكان يراد بها جَلْد الإدارة السابقة فأصبحت إساءة للنادي.
- بانتهاء فترة الإدارة الحالية، وخروجها من الاتحاد (غير مأسوف عليها)، وهي التي كان إعلامها وراء الكلمات المسيئة والنتنة، تزول الأسباب التي جاءت بالمصطلحات الدخيلة على النادي، ولن يرددها أو يتمسك بها إلا جاهل أو عنصري أو دخيل على النادي العريق.
- هل ولَّى عهد المجاملات والطبطبة والمراعاة للمشاعر والخوف من ردة فعل الإعلام وغضب الجمهور في (القرار الإداري الرياضي) مع تباشير الهيئة الجديد؟ سؤال ننتظر إجابته بشوق كبير.
- أكيد أن الجميع يعلم أنني أقصد نتائج لجنة تقصي ديون نادي الاتحاد المتوقع أن تُنهي أعمالها قريبًا. الخطوة التالية تعني الكثير، وستكشف الكثير.