محمد أبا الخيل
القرارات الملكية التي صدرت يوم الجمعة الماضية كانت بداية لمرحلة التحول التي ستقود لتحقيق الرؤية (2030)، هذه المرحلة تحتاج تغييراً في كثير من المسلمات الذهنية التي سيطرت على الأداء الحكومي في الماضي وكان لا بد من التخلي عنها لصالح الفكر الجديد الذي يقود عملية التحول الوطني، الفيلسوف البريطاني الشهير جورج برنارد شو قال ذات مرة: «التقدم الحضاري مستحيل بدون التغيير، ومن لا يستطيع أن يغير في فكره فلن يستطيع أن يغير شيئاً آخر»، لذا نحن الآن في مرحلة تغيير الأفكار والمسلمات الذهنية وهذه المسلمات كثيرة ومتشعبة ومتداخلة يضيق هذا المقال عن حصرها ولكن من هذه المسلمات على سبيل المثال (ربط الصلاحيات بالثقة وليس الفاعلية) و (استخدام تقييم الأداء للترقية) و(الأبوية بدلاً من الخدمة).
الوزراء والمسؤولون الذين تم تعيينهم بالقرارات الملكية، كل منهم استحق ذلك بجدارة فلو نظرنا لكل منهم وجدنا في سيرته محطات من النجاح والإنجاز وسجل من العمل والتغيير في مناصبهم السابقة فمعالي الأستاذ سليمان الحمدان قاد عملية تغيير لشركة ناس حققق فيها نجاحات مشهودة وكذلك فهل في هيئة الطيران المدني، ومعالي الدكتور توفيق الربيعة قاد عملية تغيير في هيئة المدن الصناعية ثم بعد ذلك في وزارة التجارة حيث أصبحت وزارة خدمات بعدما كانت وزارة قرارات، ومعالي المهندس خالد الفالح قاد عملية تطوير وتغيير في تقليدية شركة أرامكو بحيث أصبحت عملاقاً صناعياً عالمياً وفي وزارة الصحة سنرى آثاره في المستقبل، كذلك معالي الدكتور محمد بنتن الجميع يعرف كيف حقق نقلة نوعية للبريد السعودي بحيث أصبحت خدماته متميزة على خدمات كثير من مؤسسات البريد في العالم المتقدم ولو لم يفعل سوى تنظيم واصل (العنوان الوطني) لكفاه، وكذلك معالي الدكتور ماجد القصبي حيث الذي غير تقليدية الغرفة التجارية بجدة وبعد عمله في القطاع الخيري سنين طويلة كانت مدة عمله في وزارة الشؤون الاجتماعية سلسلة من التغييرات التي جعلت الوزارة محط الاهتمام العام. الهدف من هذا المقال هو إبراز أن التغيير هو الأجندة الرئيسة لكل الوزراء والمسؤولين في الدولة لوضع التحول الوطني على مساره وليس الهدف سرد السير الذاتية لمعالي من شملتهم القرارات الملكية، نسأل الله التوفيق والسداد لكل منهم ونرفع الأكف بالدعاء بدوام الصحة والرعاية لخادم الحرمين الشريفين وأن يوفق سمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد في مسعاهما لتحقيق ريادة وتميز هذه البلاد.
آمين.