فهد بن جليد
لبى (رجل أعمال شهير) وشخصية عامة دعوة خاصة، فاختلف أهل الحفل حول أسماء المدعوين الآخرين من أقاربهم ومعارفهم، ليحضروا المناسبة في منزلهم؟ على أن يكونوا في مقام رجل له مكانته المالية والاجتماعية؟!
فاتفقوا على توجيه الدعوة لرجال الأعمال من أقاربهم، ومن يملكون سيارات (فخمة) من معارفهم، حتى يبيّضوا الوجه قدام (الوجيه) ومرافقيه، وبدأ النقاش وترشيح المدعوين على الطريقة التالية: أبو عبدالله سيارته (لكزس الشكل الجديد) لا تنسون تعزمونه، ترى ولد جيرانا محمد طلّع (مرسيدس 500 جديدة) أظنه يبيّض الوجه، لا تخلون أبو سعد رجال يشتغل في (الديوان) و(مشلحه) في موتره على طول، فكّونا من أبو حمد من يوم وعيت على الدنيا وسيارته (ما غيّرها) رغم أن الله مغنيه، خلوه شوي نشوف..، واستمر الترشيح على هذا النحو!
لا أحد يلوم هؤلاء، فهم يريدون أن تقف أمام باب منزلهم في مثل هذه المناسبة (سيارات فارهة) تعكس أهميتهم وسط المجتمع، ونوعية معارفهم وأقاربهم، المشكلة ليست فيهم وحدهم، فأغلبنا - للأسف - يتعامل بهذه الطريقة ويُقيم الأمور بهذه المعايير، فحسب مظهرك أو نوع سياراتك يتم التعامل معك حتى في الشارع، بل إن بعض السيارات الفارهة تلقى (معاملة خاصة) في نقاط التفتيش، أو من قبل سيارات المرور عند ارتكاب مُخالفة، وهذا خلل مجتمعي يجب علينا التخلص منه!
في الوقت الحالي من حقك أن تتساءل: هل الناس تحترمك لشخصك؟ أم تحترمك تبعاً لنوع سياراتك؟!
تفاجأ الجميع عندما جاء رجل الأعمال الشهير الذي جُمعت له كُل هذه السيارات الفارهة، (بسيارة عائلية) متواضعة، يقودها أحد سائقي المنزل، وقال بكل أريحيه اليوم حرصت على الخروج مع بعض الأحفاد، وسرقني الوقت..!
الواثقون من أنفسهم لا يهتمون لمثل هذا النوع الخادع من المظاهر، فقط (الطفارى) تؤرّقهم المسألة!
وعلى دروب الخير نلتقي.