سعيد الدحية الزهراني
«نحن لم نفعل أي شيء خاطئ، لكن بطريقة ما، خسرنا».. بهذه العبارة التي طافت أذهان الناس ووجداناتهم وإضبارات مخططي علم الإدارة والمال والأعمال أواخر العام المنصرم 2015م .. أنهت «شركة نوكيا» واحدة من كبريات شركات التقنية والاتصال في العالم المشهد الأخير في سلسلة عروضها الطويلة.. كان مشهداً تراجيدياً بامتياز، قدمه رئيس الشركة واقعاً لا تمثيلاً، فبكى وبكى فريق الإدارة وربما حزانى آخرون كثر يستلذون فاكهة الدمع المرة المستاطبة .. كان السبب الوحيد الأوحد القاتل: غياب التطور المستمر.
في صناعة الإعلام اليوم لكي تضمن البقاء والحياة وربما النجاح.. عليك، ليس فقط عدم ارتكاب الأخطاء القاتلة فحسب.. بل والركض المستمر المتواصل نحو التطوير والتجديد والتغيير والتجريب أيضاً.. الموت يكمن في الجمود مثلما تكمن الشياطين وإخوانها من الناس المحترمين في التفاصيل المهملة التي من شأنها أن تصنع الفرق عبر تفصيلة مدفوعة بالأبواب لا يلقي لها أصحاب السعادة القادة بالاًً لو أقسمت وأقدمت على النجاح والتفرد لجلبتهما من ذيليهما وأذنيهما معاً..
اليوم وفي ظل تمدد أوردة وشرايين إعلام الناس الاتصالي الاجتماعي الإلكتروني داخل أحشاء الجسد العالمي.. تتقلص فرص الحضور والتأثير الحقيقي لمؤسسات الإعلام الجماهيري.. ومعه تتقلص كعكة الإعلان التي تضمن عدم الانقراض.. ما لم توفر مصادر تمويل متنوعة تتيح الاستثمار والوفرة المالية حتى في مجالات وحقول غير إعلامية..
وهذا ما استحضرته «الجزيرة» وعملت عليه منذ سنوات بدءاً بوثبات التطوير التي حققت أهدافها ومن ثم تجاوزتها إلى مناطق عمل أجدى وأقوى تطويراً وتجديداً واستحداثاً ومواكبة.. وها هي اليوم تطل عبر وثبة صحافية مهنية متفردة شملت آلة الإنتاج الطباعية ومحتوى المنتج المطبوع شكلاً ومضموناً.. بتكلفة مالية عالية جداً.. يرافقها تأسيس شركة متخصصة في التجارة الإلكترونية والخدمات المساندة برأس مال 350 مليون ريال.. يحدث هذا لكي لا نكرر - لا سمح الله - المشهد الباكي ذاته أعلاه..