جاءت إشادة البيان الختامي لمؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد بمدينة اسطنبول الأسبوع الماضي بتأسيس المملكة العربية السعودية برنامج خادم الحرمين الشريفين يهتم بالعناية بالتراث الحضاري، وبجهوده الهيئة في المحافظة على التراث الوطني وإعادة تأهيله، لتشكل حلقة في سلسلة الإنجازات التي يحققها التراث السعودي بعد أن توحدت الجهود المتعلقة به تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وأصبح العمل في العناية بالتراث الوطني عملا منظما وممنهجا ووفقا لاستراتيجيات ودراسات يشارك فيها نخبة من المختصين.
كما جاءت هذه الإشادة لتمثل شهادة دولية بنجاح الجهود التي تبذلها المملكة بقيادة رائد التراث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- للعناية بالتراث من خلال عدد من البرامج في مقدمتها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي يمثل نقلة في رعاية المملكة واهتمامها بالتراث.
وحين نتحدث عن التراث في المملكة فلابد من الإشارة إلى الإنجاز الأهم في ذلك وهو (استعادة التراث) وإعادة الاهتمام به بعد أن عانى سنينا من الإهمال وأحيانا الازدراء، وهو إنجاز يقف خلفه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الذي تبنى رحلة امتدت لـ28 سنة قاتل خلالها ونافح، وواجه كل الصعاب ليعود التراث إلى الواجهة ويستبدل الإهمال إلى الاهتمام، والازدراء إلى الاعتزاز، فأصبحت الجهات والمجتمعات الحكومية تتبنى الشعار الذي رفعه سموه (التراث من الاندثار إلى الازدهار) من خلال ما تشهده المناطق من مشاريع وفعاليات.
ولكن.. رغم هذه الإشادات، والتحول الذي شهده المجتمع نحو التراث، فإن هناك ما ينتظره كل محب للتراث شغوف برؤية مشاريعه ومبانيه ألا وهو (التمويل) والذي سيكون الركيزة الأساس لقيام مشاريع الترميم والتأهيل لمواقع ومباني التراث، فالجهود الحكومية في الترميم وخاصة من هيئة السياحة والتراث الوطني ومن الأمانات والبلديات لا تزال غير كافية لترمم مئات بل آلاف من المواقع الجميلة المنتشرة في بلادنا والتي تعكس ثراء بلادنا وتنوعها الثقافي وعمقها الحضاري والتاريخي.
- سعود المقبل