«الجزيرة» - أحمد السليس:
بات أول سؤال قد يواجه به السائح وكيل السفر والسياحة أو منظمي أي من الرحلات السياحية، ماذا عن أمن المطارات هناك؟ وكيف هو تأمين الطائرات والمطارات الداخلية في تلك البلدان؟ لم تعد المنتجعات السياحية الفارهة أو المواقع السياحية الأثرية أو الشواطئ، وخلافها من المقاصد والمعالم السياحية تشكل أولوية كبرى عند السائح، فبعد الأحداث الكبرى التي تمر بها كثير من بلدان العالم وانفلات الحالات الأمنية في مرات، إلى جانب تدبير أعمال إرهابية في مرات أخرى راح ضحيتها أعداد من البشر، أخذ السياح يتفحصون أمن المطارات التي يقصدونها خشية ألا يصبحوا ضحية عمل إرهابي يذهب بأرواحهم. كما أن الأمر لم يتوقف على السائح نفسه بل بدأت بلدان عدة مراجعة الإجراءات الأمنية التي يقومون بها داخل مفاصل مطاراتهم للوصول إلى أعلى درجات الاحتياط الأمني وتجنب أي عمل قد يضر بسمعة هذه البلاد أو تلك.
ويأتي ذلك بعد الحادثين المفجعين اللذين أيقظا العالم، وهما العمل الإرهابي الذي تعرض له مطار بروكسل، إلى جانب تفجير الطائرة الروسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي. وحول ذلك يقول أحمد تقي، مدير وكالة سفاري للسفر والسياحة بالرياض: المطارات هي واجهة أي بلد، وغالباً السائح يأخذ انطباعاً أولياً عن الدولة التي يسافر لها من مطارها، مبيناً أن المطار غالباً يعطي انطباعاً أولياً عن الدولة التي يسافر إليها السائح، ويقرر ما إذا كان سيقوم بجولات سياحية فيها لاكتشاف ما بداخلها من مواقع، وأضاف: «إذا كان السائح في رحلة عمل فإنه من المطار قد يبدي رغبته لتتحول أيام من سفرته من عمل إلى سياحة أو على العكس، وقد يتخذ قراراً بأن لا تتكرر سفرته لذلك البلد إلا مجبراً، وهذا كله مبني على شكل المطار ومدى التنظيم بداخلة». ويضيف: «أما اليوم فقد تغير الأمر تماماً وأصبح شكل المطار ومدة الرفاه فيه لا يهم في مقابل الإجراءات الأمنية بداخلة، وهل هي في مستوى يجعل السائح مطمئناً حتى داخل الوجهة السياحية المعنية».
من جانبه أكد ناجي المروان، منسق رحلات وفود سياحية في الشرق الأوسط أن الحدث الإرهابي المفجع الذي وقع في شرم الشيخ المصرية تسبب في ردات فعل قوية تجاوزت
الحدود المصرية إلى كل بلدان العالم. وأوضح أنه على الرغم أن الحادث بدأ من مطار شرم الشيخ الدولي ووقع في سمائها إلا أن كل بلدان العالم بلا استثناء هبت للتدقيق في إجراءات الأمن في كل مفصل من المطار وليس في المطار فحسب، وبين أن الدول بدأت تعمل على سبر الإجراء الأمني في مطارات كثيرة وتقديم إيضاح لمواطنيها عن تقييمات الأمن من مطار إلى آخر لأخذ حذرهم وتجنب ما قد يعرضهم للخطر.
وقال: كنا نركز حين نسوق للوجهات السياحية على أماكن الإيواء والخدمات المقدمة فيها، إلى جانب القلاع والمزارات والشواطئ وغيرها مما قد يحفز السائح لقصد هذه الوجهة، أما اليوم فأصبح السائح وخصوصاً القادمين من بلدان غربية إلى الشرق الأوسط، باتوا يسألون وبدقة عن الوضع الأمني للمطارات في تلك البلدان التي يرغبون زيارتها، وحتى وإن كانوا يثقون في طائرات بلدانهم فإنهم يشددون في السؤال عن وضع الرحلات الداخلية ومدى الحرص في التفتيش عليها.
أما يوسف سعد، مشرف بموقع أنترنت خاص بالسفر والسياحة فأبان أن حادث الطائرة الروسية بالإضافة إلى ما تعرض له مطار بروكسل كان مؤثراً للغاية، ولكن هي فترة وتعود الأمور إلى طبيعتها من حيث أن الناس ستنسى الحادث وظروفه، وكذلك لا ننسى أن الحادث مرتبط بوضع أمني يتجاوز حتى المطارات نتيجة الحروب والاضطرابات في بلاد مختلفة، ولكن حال هدوء الأوضاع سيصبح الناس مهتمين بالسفر إلى بلدان لها أهمية كبيرة لديهم.
وشدد على أن الدول الخليجية بمنأى - ولله الحمد - عن هذه الأحداث، وقد يؤهلها ذلك لتكون مقصداً مهماً للسياحة التي يشكل الأمن والأمان فيها أهمية عالية.