عمر بن عبدالرحمن العمر
من أساليب أهل الباطل في التنفير من أهل الحق وصفهم بألقاب تنفيرية لأجل إبعاد الناس عن قبول دعوتهم، ومن ذلك لقب: «الوهابية» الذي وضعه أهل البدع والأهواء من الصفويين وغيرهم نسبةً إلى شيخ الإسلام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- المولود عام 1115هـ، والمتوفى عام 1206هـ،والذي جدَّد الله به الدين ومعالم التوحيد الخالص في الجزيرة العربية في النصف الثاني من القرن الثاني عـشر وناصره وأيّده الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى، فكانت دعوتُه دعوةً صافية مأخوذة من الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، ولذلك كتب الله لها النجاح والقبول بين الناس وظهرت آثارها الطيبة في العالم الإسلامي من شرقه إلى غربه، فمن أساليب أهل الباطل في تشويه دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- أنهم لبّسوا على الناس وزعموا أن بعض علماء السنة حذروا منها كما هو موجود في بعض فتاوى علماء المالكية- رحمهم الله-، وهذا من أبطل الباطل فإن الفرقة التي حذّر منها علماء المالكية هي فرقة أباضية خارجية ضالة ظهرت في شمال أفريقيا تسمى الوهابية نسبة لرجل يقال له عبد الوهاب بن رستم الخارجي الأباضي، وهذه الفرقة كانت موجودة في القرن الثاني الهجري أي قبل ولادة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب بعشرة قرون تقريبًا، وقد توسّع الدكتور محمد الشويعر في رد هذه الفرية بكتاب سماه: «تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية»، ومن أساليبهم أيضًا أنهم زعموا أن الإمام محمد بن عبد الوهاب جاء بمذهب جديد مخالف لما عليه الأئمة الأربعة، وهذا كذب وافتراء فقد قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- معرِّفا بنفسه وأنه لم يأت بمذهب جديد أو عقيدة جديدة:
«أُخبركم أني- ولله الحمد- عقيدتي وديني الذي أدين الله به: مذهب أهل السنة والجماعة الذي عليه أئمة المسلمين، مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة؛ لكني بيّنت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأنبياء والأموات من الصالحين وغيرهم، وعن إشراكهم في ما يعبد الله به من الذبح والنذر والتوكل والسجود وغير ذلك مما هو حق الله الذي لا يشركه فيه ملك مقرب و لا نبي مرسل، وهو الذي دعت إليه الرسل من أولهم إلى آخرهم، وهو الذي عليه أهل السنة والجماعةً»(1).
ومما قاله أيضًا -رحمه الله- موضحًا أصول دعوته:
«أما ما نحن عليه من الدين فعلى دين الإسلام الذي قال الله فيه: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [آل عمران:85]. وأما ما دعونا الناس إليه فندعوهم إلى التوحيد الذي قال الله فيه خطابا لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِين} [يوسف:108]. وقوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن:18]. وأما ما نهينا الناس عنه فنهيناهم عن الشـرك الذي قال الله فيه: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار} [المائدة:72]. إلى أن قال -رحمه الله-: «وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون للـكتاب والسنة وصالح سلف الأمة وما عليه الاعتماد من أقـوال الأئمة الأربعة أبي حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن حنبل -رحمهم الله-»(2) ا.هـ
ورغم وضوح دعوة الشيخ -رحمه الله- وأنها دعوةٌ تجديدية لما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام من إخلاص العبادة لله وترك الإشراك به إلا أنه واجه التهم الباطلة من خصومه الذين أرادوا تنفير الناس من دعوته، ومن تلك التهم تهمة تكفير المسلمين وأنه يُكفِّر بالعموم، وقد أجاب الشيخ -رحمه الله- عن هذه الفرية بقوله (3):
(كل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثـالها لأجل جهلهم وعدم من ينبههم فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل {سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيم} [النور:16].
ومن أقواله -رحمه الله-: (وأما ما ذكر الأعداء عني أني أُكفر بالظن والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله)(4).
فتبين مما سبق أن الشيخ رحمه الله متبع للكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة لكن أهل البدع أطلقوا الوهابية على دعوته السلفية للتنفير والتمويه والتلبيس وكأنها مذهب جديد خامس خارج عن المذاهب الأربعة ومخالف للكتاب والسنة وما عليه أئمة الإسلام.
وقد سُئـل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن لقب الوهابية فقال:
(هذه الكلمة يطلقها الكثير من الناس على دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي الحنبلي -رحمه الله-،ويسمونه وأتباعه الوهابيين،وقد علم كل من له أدنى بصيرة بحركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- ودعوته أنه قام بنشر دعوة التوحيد الخالص، والتحذير من الشـرك بسائر أنواعه كالتعلق بالأموات وغيرهم كالأشجار والأحجار ونحو ذلك، وهو -رحمه الله- في العقيدة على مذهب السلف الصالح، وفي الفروع على مذهب الإمام أحمد بن حنبل الشيباني -رحمه الله- كما تدل على ذلك كتبه وفتاواه وكتب أتباعه من أبنائه وأحفاده وغيرهم، وقد طبعت كلها وانتشرت بين الناس، وقد قام الإمام محمد -رحمه الله- في وقت استحكمت فيه غربة الإسلام، وخيَّم على الجزيرة العربية وغيرها إلا ما شاء الله سحب الجهالة، وانتشرت بها عبادة الأنداد والأوثان فما كان من أمر الشيخ -رحمه الله- إلا أن شمَّر عن ساعد الجد، وناضل وكافح، وكرس جهوده في القضاء على طرق الغواية مستعملا في ذلك شتى الوسائل الموصلة إلى نشر التوحيد النقي من الخرافات بين الناس، وكان من نعم الله سبحانه أن وفق الله الإمام محمد بن سعود أمير الدرعية في ذلك الوقت لقبول هذه الدعوة فقام معه في هذا السبيل هو وأولاده ومن تحت إمرته ومن تابعه في هذا الخير جزاهم الله كل خير وغفر لهم ووفق ذريتهم جميعا لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده، وما زالت أصقاع الجزيرة العربية تعيش في ظل هذه الدعوة الخيرة إلى يومنا هذا، وكانت دعوته -رحمه الله- وفق كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وليست الوهابية مذهبا خامسا كما يزعمه الجاهلون والمغرضون، وإنما هي دعوة إلى العقيدة السلفية وتجديد لما درس من معالم الإسلام والتوحيد في الجزيرة العربية كما سلف)(5).
ومن أجوبة سماحته حول المعادين لدعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب قوله: (فالذين عادوا الشيخ قسمان: قسم على الشرك: فعادوه لأنه دعا إلى التوحيد وهم مشركون ضالون، وقسم آخر: جهال غرهم دعاة الباطل فهم جهال قلدوا جهالا، أو قلّدوا مغرضين.... والمشركون عادوا الرسل وحاربوا دعوة الرسل جهلا وضلالا، وقوم آخرون -عن بصيرة كاليهود وأشباههم- عادوا الرسل وعادوا ما جاء به الرسل عن بصيرة حسدا وبغيا وطاعة للهوى نسأل الله العافية)(6)، وورد سؤال لمجموعة من العلماء في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- عن لقب الوهابية فكان جوابهم في الفتوى رقم (9450): (الوهابية: لفظة يطلقها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب- رحمه الله- على دعوته إلى تجريد التوحيد من الشركيات ونبذ جميع الطرق إلاَّ طريق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومرادهم من ذلك: تنفير الناس من دعوته وصدهم عما دعا إليه، ولكن لم يضرها ذلك، بل زادها انتشارًا في الآفاق وشوقًا إليها ممن وفقهم الله إلى زيادة البحث عن ماهية الدعوة وما ترمي إليه وما تستند عليه من أدلة الكتاب والسنة الصحيحة فاشتد تمسكهم بها وعضوا عليها وأخذوا يدعون الناس إليها ولله الحمد).
ويقول علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار-رحمه الله-: (ليس للوهابية ولا للإمام محمد بن عبد الوهاب مذهب خاص ولكنه -رحمه الله- كان مجدداً لدعوة الإسلام ومتبعاً لمذهب أحمد بن حنبل)(7).
وسُئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- عن تسمية أهل التوحيد بالوهابيين، فأجاب بقوله:
«وأما تسمية أهل التوحيد منهم بالوهابيين فهذه التسمية في الواقع اُصطُنِعت لتشويه دعوة التوحيد وإلا فإن الوهابية ليست مذهباً مستقلاً خارجاً عن مذاهب المسلمين بل إن جميع كتب هؤلاء العلماء من رسائل ومؤلفات كبيرة وصغيرة كلها تدل على أن هؤلاء القوم أخذوا منهجهم من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأنهم لم يخرجوا عما كان عليه محققو الحنابلة كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما ولكن نظراً لأن هذه الدعوة قويت بنعمة الله سبحانه وتعالى ثم بما يسر لها من ملوك آل سعود الذين قاموا بها خير قيام لما قويت هذه الدعوة دخلت السياسة فيها وصار علماء الدولة لا علماء الملة يشوهون هذه الدعوة بأنها دعوة وهابية خارجة عما كان عليه المسلمون من المذاهب المشهورة يقصدون بذلك تنفير الناس عنها وما مثلهم إلا كمثل قريش حين قالوا في النبي عليه الصلاة والسلام هذا ساحركذاب، وإلا فمن نظر إلى هذه الدعوة بعلم وإنصاف تبيَّن له أنها هي حقيقة مذهب الحنابلة وغيرهم من أهل السنة والجماعة وأنها لا تعدو ما كان عليه المسلمون من سلف هذه الأمة».(8)ا.هـ
وقال العلامة صالح بن فوزان الفوزان عن دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
(ومن جملة ما يكيدون به لهذه الدعوة المباركة، أنهم يقولون: إنها مذهب خامس، وإنها على منهج الخوارج، ولذلك سموها بالوهابية نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي قام بها، يريدون بذلك التلبيس على الناس أن هذه الدعوة مذهب مستقل خارج عن المذاهب الأربعة، ومنهج مخالف لمنهج السلف المبني على الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة ابتكرها ابن عبد الوهاب من عنده، وفي وقتنا الراهن وصفوها بأنها دعوة إرهابية وألصقوا بها ما يحدث من بعض الأشخاص أو الجماعات المشبوهة من اعتداء على الناس، ومن تخريب وتفجيرات، قالوا: إن من يقومون بها وهابيون، والذين ألصقوا هذه الأعمال الإجرامية بالدعوة يريدون بذلك تشويهها وتنفير الناس منها، ويقولون: إنّ الذين يقومون بهذه الأعمال الإجرامية وهابيون، وقد انطلت هذه الفكرة على بعض الناس فصار ينفر من هذه الدعوة ومن أهلها وهو لايدري ما وراء الأكمة من كيد وصد عن هذه الدعوة المباركة، وهي بريئة كل البراءة من الإرهاب والتخريب؛ لأنها دعوة إصلاح وخير وأمن وإيمان واتباع لا ابتداع لا دعوة إفساد في الأرض).
ولم يتوقف الخصوم من رمي الدعوة ونبزها بهذا اللقب فحسب وإنما أطلقوا هذا اللقب على الدولة السعودية التي ناصرت دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- منذ نشأتها إلى وقتنا المعاصر ولله الحمد والمنة فسموها بالدولة الوهابية لأجل التنفير من منهجها الأصيل الذي قامت عليه، وفي ذلك يقول الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل -رحمه الله-: (يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض... نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة)(9).
ومن مقالات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- حول حقيقة مصطلح «الوهابية» ما نُشر في جريدة الحياة بتاريخ 14-5-1431 بعنوان: (فليحذر الباحثون من فخ مصطلح الوهابية) حيث قال حفظه الله: (إن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ليست منهجاً جديداً وليست فكراً جديداً وأكرر هنا المناداة بأن من يستطيع أن يجد في كتابات الشيخ ورسائله أي خروج على الكتاب والسنة وأعمال السلف الصالح فعليه أن يبرزه ويواجهنـا به لذا أدعو الكُتّاب والباحثين إلى عدم الانسياق وراء من ينادي بالوقوع في فخ مصطلح «الوهابية» وأنه مجرد مصطلح، بينما يتناسى هؤلاء الهدف الحقيقي من وراء نشـر هذا المصطلح للإساءة إلى دعوة سلفية صحيحة ونقية.. ليس فيها مضامين تختلف عما جاء في القرآن الكريم وما أمر به نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- خاصة أن هذا التشويه جاء من عدة جهات متعددة لا يروق لها ما تقوم به تلك الدعوة الصافية من جهة، وما أدت إليه من قيام دولة إسلامية تقوم على الدين أولاً وتحفظ حقوق الناس وتخدم الحرمين الشـريفين.. وهي الدولة السعودية التي مكَّنها الله في هذه البلاد لتخدم المسلمين جميعاً وتحافظ على هذا الدين، لأنها قامت على أساسه ولا تزال).
ومما يحسن إيراده هنا ما جاء في دائرة المعارف البريطانية حول دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (الحركة الوهابية اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها، وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح).
ويقول المستشرق الإسباني أرمانو: (إن كل ما أُلصق بالوهابية من سفاسف أكاذيب لا صحة له على الإطلاق؛ فالوهابيون قوم يريدون الرجوع بالإسلام إلى عصـر صحابة محمد).
ويذكر المؤرخ الألماني د. داكبرت في كتابه «عبدالعزيز» سبب نجاح الدولة السعودية ـ أدام الله عزها ـ فيقول: (وكان لآل سعود إلى جانب سيفهم الذي يستخدمونه في الفتح سلاح معنوي آخر، يدينون له بأعظم قسط من نجاحهم، ذلك السلاح من صنع الشيخ محمد بن عبد الوهاب أحد رجال الدين المطاردين في سبيل عقيدتهم والذي لجأ إلى الدرعية عاصمة آل سعود في ذلك الحين فلقي لديهم الحماية والأمان) ا.هـ
وختامًا: فإنني على يقين تام بأن كل إنسان عاقل نظر في دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، بعين التجرد والإنصاف والعدل، وقرأ في مؤلفاته وكتبه، يتبيّن له بوضوح وجلاء أنها دعوة إسلامية صحيحة صافية قائمة على الكتاب والسنة ومنهم سلف الأمة وهي بعيدة كل البعد عن التطرف والإرهاب، وبريئة من الأفكار المنحرفة التي تقوم عليها الجماعات الإرهابية كداعش أو جبهة النصرة أو ما يسمى بتنظيم القاعدة.
ورحم الله الإمام ابن القيم حينما قال:
ومن العجائب أنهم قالوا لمن
قد دان بالآثار والقرآن
أنتم مثلُ الخوارج إنهم
أخذوا الظواهر ما اهتدوا لمعان
أسماء سميتم بها أهل الحديث
وناصري القرآن والإيمان
وجعلتموها سبة لتنفروا
عنهم كفعل الساحر الشيطان
ما ذنبهم والله إلا أنهم
أخذوا بوحي الله والفرقان
وأبوا بأن يتحيزوا لمقالة
غير الحديث ومقتضى القرآن
والله الهادي إلى سواء السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
** ** **
الهوامش:
(1) مجموع مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب من إصدار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1-36).
(2) المصدر السابق (1-96).
(3) انظر الدرر السنية (1-104).
(4) الدرر السنية (1-113).
(5) مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز (1-374).
(6) المصدر السابق (9-234).
(7) حياة شيخ الإسلام ابن تيمية (ص200).
(8) فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد العثيمين (ص42).
(9) مختارات من الخطب الملكية (1-42) من مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز عام (1419هـ).