د. صالح بكر الطيار
بعد إعلان الرؤية السعودية 2030 فإن الوطن أمام نقلة جديدة على مستوى العديد من الاتجاهات سواء في مفهوم المواطنة والحفاظ على الهوية السعودية أو فيما يتعلق بمساندة الدولة نحو تحقيق مجالات الرؤية ومساعدة الجهات المعنية في تحقيق رؤى وطموحات القيادة.
لدي رسالة إلى سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كمواطن وصاحب مسؤولية ومن أبناء هذا الوطن في الخارج وكصاحب قلم وكاتب لأساهم برأيي ومسؤوليتي كمواطن وابن وطن تتمثل رسالتي في أنه يجب على كل جهات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وعلى كل مواطن أيا كان موقعه وشريحته العمرية أن نعي أولا بمفهوم المواطنة الحقيقي وأن نعلم أننا جميعا مسؤولون وأنه على الجهات التي تدير مسؤولية تحقيق وتوظيف جزيئات الرؤية أن تضع الوطن ومصالحه وأهدافه رؤية أولى فوق أي اعتبار وأمام كل الطموحات حتى تكون الهمم عالية وحتى يتشرب الجميع مفهوم المواطنة الذي يستوجب أن يكون كل مواطن مسؤول في تحقيق أهداف الرؤية من خلال فهم الرؤية وتفهم مجالات المستقبل وحتى نكون أعضاء صالحين ينبغي أن تكون هنالك توعية مستمرة وبرامج متواصلة حول الرؤية وتحقيقها تبدأ من الآن على مستوى عال من الاحترافية وتظل حتى نسدل الستار على آخر هدف من هذه الرؤية لتبدأ رؤية أخرى بتخطيط الدولة وإستراتيجية القيادة.
الرؤية مرتبطة بمال عام وميزانيات وخطط ومصروفات لذا يجب أن ينصب مفهوم المواطنة على أهمية وضرورة وحتمية رفع أوجه الاستعداد وارتفاع أدوات الرقابة لمنع الفساد بكل صوره لأنه كان يمثل وسيظل إن لم يتم القضاء على مكامنه معول فساد وورم خبيث أرهق مقومات ومقدرات الوطن ووقف عائقا امام تحقيق أهداف التنمية في سنوات مضت لذا يجب أن تكون آلية الرقابة عالية جدا وأن يكون الضمير الشعبي حاضرا وأن يكون كل مواطن رقيبا على نفسه وعلى الآخرين وأن نكون جميعاً أعضاء متطوعين في مكافحة الفساد حتى تتحقق هذه الرؤية بمعانيها الحقيقية وأن تكون جداولها الزمنية مرتبطة بالواقع المفترض والخطط المجدولة لذلك وإن تكون هنالك محاسبة علنية وواضحة لكل من يعيق هذه الرؤية بغرض الفساد أيا كان نوعه من استغلال نفوذ أو سلطة أو سرقة المال العام أو التقاعس في العمل أو الخذلان في المهمة.
الرؤية مهمة وطنية وهمة مستقبلية تحتاج التكاتف والتعاون من الجميع وأن يعي الكل أنه مسؤول أمام الله أولاً ثم أمام القيادة ونفسه وأن الأمر أمانة كلنا متشاركون في حملها مشاركون في تحقيقها ولو تمت خلال مراحل التنفيذ لأجندات الرؤية ضبط أي من حالات الفساد فإن ذلك سيفضي إلى نزاهة وموضوعية في العمل والإنتاج والنية والدافعية.
وتتضمن رسالتي أن يكون هنالك متابعة لعجلة الزمن وأن نرى ملامح نجاح أولية لتكون دافعا نحو تحقيق الآمال وتوظيف الوعود وأن نشاهد تباشير الرؤية تضيء على أركان مظلمة أظلمت جوانبها البيروقراطية وسلوك الفاسدين سابقاً.
وعلى المواطن فيما يخص الخدمات أن يعي وأن يربط ما بين الواقع والهدف وأن يكون واعيا بما يحدث من تفاصيل هذه الرؤية وأن يستوعب ما تقوم به الدولة وأن يتحول المواطنون إلى مجتمع متفهم لمطالبه متحضر في متطلباته بما يتناسب مع تحديات المرحلة وأبعاد المستقبل.
سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان لقد فصلتم رداء مميزا للتنمية والمستقبل وكنا شهود عيان على هذه الولادة الحقيقية لإشراقة فجر امتيازنا في الإنتاج والاستثمار والرفاهية وتحويل وطني لنكون أنموذجا للعالم نتطلع لتوظيف الرقابة على المنتج والجودة والخطط ونأمل في برامج مواكبة للرؤية تسهم في تأصيل المواطنة الحقيقية وتوظيف المسؤولية الشعبية لنكون جميعا مجتمعا عمليا متشارك في التنفيذ والأمانة والعمل لننتظر الآمال والأماني التي تضعنا في مكاننا الحقيقي نرجح كفة ميزان التنمية في مختلف اتجاهاتها في الإنسان والمكان والحاضر والمستقبل.