سعد الدوسري
تحققت الوعود التي وعدتها الدولة بإعادة تنظيم ساحة المياه، بعد أن جرى لها ما جرى من تخبط كبير، تسبّبَ في فقدان المواطن للثقة بوزارة الكهرباء والمياه، وبالشركة الوطنية للمياه. ولعلنا اليوم، بعد أن تحققت للمواطنين هذه الوعود، أمام مهمة بالغة الحساسية، وسوف يكون الأمر شديد الصعوبة على الشخصية الجديدة في الوزارة، وذلك لأن أمر المياه أخذ الحيز الأكبر من اهتمامات المواطنين ونقاشاتهم اليومية، للأشهر الماضية، سواء في مجالسهم أو في مشاركاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما رفع لديهم الثقافة المعرفية، فيما يتعلق بكافة خدمات المياه. ولن أبالغ إن قلت، إن نسبة كبيرة من المواطنين، كانوا أميين في كل الجوانب المائية؛ لا يعرفون موقع عدّادت المياه في وحداتهم السكنية، أو كيف تتم قراءتها، أو متى تُضّخُ المياه لخزاناتهم.
المأمول أن يدعم المواطنون الوزير المكلف ثم الوزير الجديد، وأن يتفهموا ما تمر به البلاد من أزمات في استهلاك المياه، وأن يتفاعلوا مع الدولة من خلال ترشيد الاستهلاك، حفاظاً على المخزون المائي، الذي هو ملك للأجيال القادمة. والمقصود بالمواطنين هنا، كل المواطنين، الأمير والوزير والغني والفقير إلى جانب غير السعوديين. لا معنى للبرامج التي تبذلها وزارة الكهرباء والمياه في الترشيد، إن لم يلتزم الجميع بها ويدفعوا الرسوم المستحقة عليهم؛ على أن التخبط الذي تخبطته الشركة الوطنية للمياه في قراءاتها غير الصحيحة لبعض الفواتير ناشئ عن سوء الإدارة التي تحتاج هي الأخرى إلى إعادة نظر فيها.