ناصر الصِرامي
صعدت المملكة العربية السعودية من رفضها وإدانتها للأعمال الإرهابية بجميع أشكالها، وأياً كانت أهدافها أو مصادرها، مؤكدة أن حماية المدنيين من الاحتلال والقتل الممنهج والامتناع عن نشر النعرات الطائفية ليست التزامات أخلاقية وقانونية فحسب وإنما هي مطالب حيوية..
الإرهاب - بلا شك - هو من أهم التحديات المعاصرة التي تهدد الإنسانية دولاً ومجتمعات وافراداً مهما كانت أجناسهم وأديانهم.
كما أنه «أصبح مصدراً لاستنزاف الأموال والثروات وتعطيل التنمية، فالإرهاب ظاهرة عالمية ليس لها دين، ولا وطن ولا جنسية محددة، ومن هذا المنطلق، فإن المملكة العربية السعودية تؤكد مجدداً رفضها وإدانتها للأعمال الإرهابية بجميع أشكالها وصورها، وأياً كانت أهدافها أو مصادرها، فجميعها جرائم نكراء يرفضها الإسلام ويجرمها ولا يمكن أن يكون لها أي مبرر في أي دين أو معتقد».
وليس جديداً هذا الموقف، لكن المهم تأكيده بهذه الشدة والاستمرارية، في كلمة السعودية الأخيرة أمام مجلس الأمن حول تهديد الأمن والسلم الدوليين والتي ألقاها معالي المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي.
ليضيف: «نعيد التأكيد على تعاوننا ومساهمتنا وانخراطنا الجدي والمستمر في الجهود الدولية والثنائية المبذولة في مواجهة الإرهاب وتمويله، والعمل على اجتثاثه من جذوره، بما في ذلك التزامنا التام بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.»
بلادنا لديها خبرة وهي رائدة في مجال مكافحة الإرهاب، حاربت الإرهاب محلياً وشجبته ودانته عالمياً وعملت على تجفيف منابعه الفكرية والمادية.
وقد شملت الجهود التي استعرضها السفير، تجريم الأعمال الإرهابية والتحريض على الإرهاب وإثارة الفتن، والسفر إلى مواقع القتال إلى جانب تعزيز وتطوير الأنظمة واللوائح ذات العلاقة بمكافحة الإرهاب وتمويله.
جهود المملكة وما حققته من نجاحات في مكافحة الإرهاب، حتى الآن، لم يكن ليتم لو لا تجنيد جميع أجهزتها لحماية المجتمع من خطر الإرهابيين والقضاء على خلايا الإرهاب.
كما أن نجاحات الجهود الأمنية في توجيه الضربات الاستباقية وإفشال محاولات إرهابية، صاحبه التصدي لأصحاب الفكر الضال من المتعاطفين والممولين للإرهاب الذين لا يقلون خطورة عن منفذي العمليات الإرهابية. وهو أمر بالغ الأهمية التركيز عليه بكثافة وحزم.
السعودية للمرة المئة من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب، سواء كان ذلك عبر عمليات الإرهاب المختلفة، أو عبر تجنيد الإرهابيين لمواطنين سعوديين ومشاركتهم في أعمال إرهابية في أكثر من بلد.
إلا أن السعودية تفوقت أمنياً، وتعمل فكرياً على عملية جراحية دقيقة لاجتثاث الفكر الإرهابي ومقوماته وأمواله من جذوره.
فالرسالة السعودية الواضحة والمبكرة للوقوف مع العالم الحديث في وجه الكراهية والإرهاب والتطرف ثابتة ولن تتزحزح، بل إنه تبدو أكثر حزماً وذكاء.
يخطئ من يعتقد أن الأفكار الظلامية، أو حتى المحايدة في مواجهة الإرهاب والتطرف، سيطول معها التسامح، فالحرب على الإرهاب ستكون شاملة وطويلة أيضاً...!