د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
لن أتحدث تفصيلا عن ملامح الرؤية التي تتساوق مع مكانة بلادنا المملكة العربية السعودية؛ فقد ساق أخبارها صاحب الفرائد، وفارس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، وزير الدفاع ؛ عندما تحدث عن الرؤية, وأحكم وأجمل وفصّل نحو تميزنا المُنيف؛ واقتصادنا المزدهر؛ ووطننا الطموح، وإشراقاتنا القادمة.
كان الإعلان عن الموافقة على الرؤية من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في يوم اثنين الوطن المشهود.
دمتَ ذخرا لأمة تترجّاك ودولة مرغوبة مرهوبة
وكان الظهور الأول لسمو ولي ولي العهد للحديث عن رؤية السعودية 2030 مختلفا, فلقد أحاط سموه حديث الرؤية بأرقامه، وقياساته، وحين حديثه عن نتائج الواقع كان حفظه الله مذهلا في تسبيبها، ومن ثم أبدع سموه في التنبؤ الاستباقي للمستقبل, أما حصافة سموه فانطلقت من اقناع الجماهير (بالهم العام) وجذب التفافهم حول الرؤية المتحضرة من منطلق قوة المكان والمكانة لبلادنا الغالية، ومن النظرة العميقة لسموه أن مكاشفة المواطن وإقناعه محرك رئيس لتنفيذ سياسات الإصلاح، وحفز متطلبات التنمية التي تحيط بالرؤية إحاطة السوار بالمعصم, والحقيقة أن مقابلة سموه وحديثه الواعي انعكس على المزاج العام الذي لوحظ بفخر في مواقع التواصل الاجتماعي وغيره،عندما أقنعهم حفظه الله بقوة أخاّذة برؤية الدولة تجاه مستقبلهم, وبرع سموه حفظه الله وأبدع في الدخول إلى عمق الرؤية, والخلوص من عثراتها, وتجاوز سموه تصريح المسئول إلى رسم الإطار التفصيلي أمام شعب بلاده والعالم، وأن بلاده أمام محركات جديدة ذات قوة دفع استثنائية, وأن السنوات القادمة سوف تشهد استثمارا أمثل للموارد والطاقات والبيئات التاريخية والجغرافية؛ كما كان المؤتمر الصحفي مختلفا أيضا, يحمل تفاصيل صناعة الحضارة الجديدة، وفي ذلك المؤتمر نستطيع أن نقول إن الإجابات الممتلئة بالحقيقة من مآثر سمو الأمير محمد بن سلمان وحده، ومن مفاخر ذلك المؤتمر؛ وكأني بسموه استحدث منهجا «للغة الوظيفية المقنعة» التي يجب أن ينتهجها المسئول لإقناع السائل, وتحدث سموه عن الطموح الذي سوف يبتلع كل المشاكل، وأبان بفخر عن طاقات الشباب، وعن تمكينهم، وركز على الرعاية الاجتماعية المتطورة المبنية على تحفيز الإنتاجية, وتأهيل الواقع المجتمعي ليكون جديرا ببلاده، وأسهب حفظه الله في الحديث عن الشفافية كعنصر رئيس لبناء الثقة بين نسيج الشعب والمسئولين .
لقد حملت الرؤية في عروقها خارطة المستقبل الجميل, ومشاركة المواطن في صناعة الانتقال نحو الأمكَنة حيث حزمة من الإصلاحات التي تصب في شرايين القطاعات الخدمية, ومضاعفة الفرص للنمو الاقتصادي من منابع جديدة (لا تكدرها الدلاء) في القطاعين الحكومي والخاص.
ولقد استندت رؤية السعودية 2030 على مبدأي الالتزام والأمانة في تعديل التعاملات بما يضمن تحقيق المصالح العامة في مستهدفات التطوير الثلاثة (القطاعين الحكومي والخاص، والعامل البشري المجتمعي المحرك لهما؛ وذلك برفع كفاءة مؤسسات الدولة الحكومية, وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني, ورفع سقف التبادل التنموي فيها مع القطاع الحكومي، والاتجاه إلى التخصيص في بعض الخدمات كرافد من روافد النمو المجتمعي القائم الذي يملك الإمكانات لاستيعاب شريحة كبرى من طالبي العمل.
وفي «نظرية « متفردة لسمو ولي ولي العهد، وهي أن الخصخصة جزء من معاول دك قلاع الفساد الآمنة, وبما نصه (أن الفساد سيكون أصعب عندما تكون الشفافية حاضرة)، وهي متوفرة نسبيا في الخصخصة ؛كما أن الخصخصة تحقق التوازن في المكاسب الاجتماعية مما يؤدي إلى إيجاد مساحات من الاستقرار لشريحة كبيرة من المواطنين جلهم من الطبقة الوسطى.
ولابد من صناعة التحول في الفكر المجتمعي لدعم مسارات تحقيق الرؤية من خلال المؤسسات المناط بها بناء العقول والوجدان, فالتشكيك والسلبية والاحباط لا تولد أفراداً يصنعون الأجود والأجدر, ولن يتم التحول الاقتصادي الانتاجي إلا من بوابات التحول في الفكر المجتمعي العام دون المساس بالثوابت, وهذا ما أكده سمو الأمير محمد بن سلمان في لقاءاته ومؤتمره الصحفي وفي شأن الدولة كله رعاها الله.
وأقف عند منطلق مهم من ممكنات صناعة الرؤية السعودية 2030, وهي أن صعوبات البناء النظري لأي رؤية تتلاشى إذا ما تم تحديد متطلبات المستهدفين بهذه المظلة أو تلك في كافة القطاعات المستهدفة بالإصلاح والتطوير.
وكما أورد فارس الرؤية أن الشفافية منصة مهمة في حماية التنفيذ السليم فيلزم ركائز الشفافية أن تكون المعلومات متدفقة وتظهر للمستفيد واضحة ودقيقة وصادقة في مستندها ومتنها الذي استخلصت منه.
وبما أن مسارات تحقيق الرؤية مرتبطة ارتباطا وثيقا بتحديد المستهدف الرئيس ؛ فإن محطات الوصول تحكمها هياكل تنظيمية داعمة, لتكون مهام القطاع حاضرة في تلك المحطات, ووجود الفجوات الرغوية في الهياكل التنظيمية يؤدي إلى هشاشة البناء وانحراف مسار العمل, وعند ذلك تكون العودة مكلفة.
ومن رؤيتي المتواضعة ان القطاعات الخدمية ذات المستهدف الواحد والمكوّن المتشابه ربما كان استحداث نموذج «الوزارة الشاملة» أجدى لتحقيق التكامل في بناء البرامج وتوحيد مسارها وضمان وصولها بما يحقق الاستفادة الكاملة. والتوازن في التعامل مع واقع المستفيدين.
ولقد كفاني سمو ولي ولي العهد الحديث عن استثمار الطاقات الداعمة من أبناء الوطن في كثير من الطرح من خلال حديثه ومؤتمره الصحفي الغزير؛ وأثني على ذلك بأن كفاءة الاستقطاب توفر الذراع الناقل المنفذ في مسارات قويمة تربط الذهنية المعرفية للأفراد العاملين بمنهجية التنفيذ السليمة المبنية على مكونات شخصية ذاتية ومكتسبة تجعل الأرض مستوية وقابلة للاستزراع.
وإلى بشارات الخير والنور يا وطني, نحبك وطنية ونعشقك عاطفة ونرتادك انجذابا.
ما سخا بالولاء والحب شعب
مثل شعب أعطى المليك قلوبه