صالح بن عبدالكريم المرزوقي
حكاية المدرب أبخص هذه جاءت على لسان مسؤول هلالي قالها في مناسبة سابقة رداً على منتقدي مدرب الهلال (دونيس) الذي ثبت وبالدليل القاطع ومن خلال عدد من المباريات التي خاضها الفريق على مستوى الدوري أو في التصفيات الآسيوية أنه لا يملك (بُخصاً) وأن ما يقوم به يُسمى (تخبيصاً)، وهذا ما أثبتته المباريات السابقة للفريق، ففي كل منازلة يخرج علينا هذا المدرب بتخبيص جديد، وهو ما يسميه بعض من لا يعنيهم الشأن الهلالي بعملية التدوير، وهي عملية أدارت رؤوس اللاعبين وأخفت قدراتهم وأفقدتهم التركيز خصوصاً بعض النجوم ممن أثبتوا جدارتهم في مراكزهم التي اعتادوا عليها، فالتدوير عند السيد (دونيس) هو أن ينقل الظهير الأيمن الذي برز بشكل لافت هذا الموسم إلى جهة اليسار، ويعيد الظهير الأيسر إلى جهة اليمين ومحور الارتكاز المميز ليلعب (ليبرو) وصانع الألعاب المبدع لمركز المحور المتأخر، ومثل هذه الفلسفة التكتيكية لم يجن منها الفريق سوى الفوضى التي لا تنم عن فكر كروي ورؤية فنية بقدر ما هي خطط أراد من خلالها أن يجعل من الفريق محطة تجارب عقيمة ثبت فشلها.. ولعل البعض من محبي الهلال والمتابعين قد أدرك أن (دونيس) لن يذهب بالهلال بعيداً في ظل قناعاته ومكابرته، فهو لا يظهر إلا في المباريات ذات الوزن الخفيف وبطولات النفس القصير التي تعتمد على هيبة الفريق وإمكانات اللاعبين وقدراتهم.. أما مباريات العيار الثقيل التي تكون أمام فرق منافسة فقد رسب فيها بامتياز حتى وإن كانت الفرق التي قابلها ليست بأفضل من الهلال، فالاتحاد الذي كان يعاني في كثير من المباريات في الدور الأول يستأسد على الفريق الأزرق ويهزمه بالأربعة في المباراة الأولى، ويعود ويهزمه للمرة الثانية في مباراة الإياب وذلك بمباركة من الداهية (دونيس) وطرقه العقيمة، وقبل ذلك كان الخروج الآسيوي من فريق الأهلي الإماراتي بالطريقة ذاتها، بالإضافة إلى الهزيمة التي تلقاها في الدور الأول من الأهلي السعودي المنافس على بطولة الدوري ليعود ويتلقى من النادي ذاته الهزيمة الثانية التي توّج بها الأهلي بطلاً للدوري.. ولو كان لدى المدرب قراءة جيدة لمجريات المباراة الأولى لما خرج مهزوماً بعد أن كان الفوز بمتناول يده حينما أصر على تنفيذ ركلة الجزاء من قبل لاعبه المفضل والذي كان عالة على الفريق حيث يحاول فرضه على الخارطة الهلالية بالرغم من فشله في كثير من المباريات التي خاضها بسبب أنهو من جلبه للهلال.. لقد أجمع الكثير من النقاد والمدربين الوطنيين على فشل الطريقة التي ينتهجها (دونيس)، فلا يمكن أن يقنع أحداً بأن مكان (كريري) وسط دفاع، وهو الذي أثبت جدارته في مركز المحور طيلة مشواره الكروي، ولا أن يكون (الفرج) محوراً متأخراً وهو صاحب النزعة الهجومية التي تعتمد على المهارة لا القوة في الالتحامات، فهذه بديهيات لا تحتاج إلى اختراع.. أما حكاية أنه (أبخص) فلا مكان لها من الإعراب خصوصاً حينما تكون الأمور واضحة وجلية، فمن يضع هداف الدوري لخمسة مواسم سابقة وهداف آسيا والحائز على جائزة أفضل لاعب آسيوي في دكة الاحتياط حتى أحبط معنوياته وقتل توهجه، فمن المؤكد أنه ليس (أبخص) لأن الشواهد تقول إن ما سجله لاعبه المفضل والذي أضاع ضربتي جزاء في مباراتين تنافسيتين والذي شارك في جميع المباريات، كما أن الشمراني كان له بصمة واضحة في مباراة كأس ولي العهد حيث صنع وسجل ولكنها المكابرة والعناد الذي كان يقابل بصمت من قبل مسيري الهلال، ولم يكسر هذا السمت سوى تصريح فضائي لنائب الرئيس حول الشمراني والذي لم يكن موفقاً حيث خانه التعبير حينما ذكر أن الإبعاد كان فنياً!!.. ومن المؤكد أن المهندس النمر ناجح في مجال تخصصه أما كروياً وفنياً، فأكاد أجزم أن أصغر مشجع يفوقه في هذا الجانب، فحينما يقول إن الأمر فني فمن الصعب بلعها أو هضمها،،كيف يكون هذا المدرب أبخص وهو الذي علل خسائره بأعذار واهية، فمرة يقول إن السبب أرضية الملعب، وأخرى يتعلل بالحكم الأجنبي، وثالثة بالإرهاق، ولعمري أن هذا قمة الاستخفاف بالعقول، فالملعب هو الذي يلعب عليه الخصوم، وأخطاء الحكم الأجنبي على الجميع، بل إن أخطاء الحكم المحلي أسوأ بكثير من الحكم الأجنبي خصوصاً مع الهلال، أما الإرهاق فأين عملية التدوير التي يتشدق بها ويرى أنها تريح اللاعبين!!.. ولعل آخر ما في جعبته من أعذار عدم الجدية لدى اللاعبين، وهذه تنسف ما قبلها فما بين الإرهاق وعدم الجدية لم نعد نعرف ماذا يريد هذا الداهية ومدرب بهذا الفكر وهذه العقلية لا يمكن أن يكون (أبخص) لأن أسباب الخسائر واضحة ومكشوفة لمن يعرف أبجديات كرة القدم، وهذا ما ظهر في مباريات كثيرة مثل مباراة الأهلي الإماراتي وكذلك الجزيرة حتى في مباراة كأس ولي العهد كاد أن يخسر في الشوط الثاني بسبب تخبطاته.. ولعل من أسباب فشله أنه يلعب أمام فرق المؤخرة التي تدافع بشراسة وأمام فرق المقدمة المنافة بنفس الخطة خمسة مدافعين ومهاجم واحد، وحينما يصحو من غفوته ويحاول التعديل يكون قد فاته القطار، وعلى طاري المدرب أبخص وهذه خارج السياق ولا تخص السيد (دونيس) فلو كان الأمر كذلك لما شاهدنا أفضل لاعب يشعل الجهة اليسرى في المباريات هذا الموسم خارج التشكيلة الهلالية، وهو (سلمان مؤشر) والذي سبق للهلال أن صقل موهبته، ومن ثم سرّحه مجاناً وكذلك لما (خرج) أو (أخرج) عمر الغامدي وذهب إلى الشباب وهو في قمة نضجه الكروي، ولما ذهب الحارس (المعيوف) وبنفس الطريقة ليتم بعدها البحث عن حارس عبر تجارب غير مدروسة والنتيجة لم ينجح أحد.. والشواهد على ذلك كثيرة ويصعب حصرها. عموماً إذا أراد مسيرو الهلال المنافسة بقوة فيما تبقى من المعترك الآسيوي فلا بد من الوقوف مع المدرب ومحاولة تغيير قناعاته قبل المنازلات القادمة، لقد خسر الهلال في الدوري من فريقي الاتحاد والأهلي رايح جاي ومن التعاون وهي فرق المقدمة، وهو ما عصف بطموحات الهلاليين في تحقيق البطولة، وإذا لم يتغير الحال من قِبل إدارة بني صامت، فإن الأمور ستكون أسوأ وعندها لن تنفع كلمة المدرب أبخص وستذهب في مهب الريح.