د. سلطان بن راشد المطيري
هي الرؤية التي غيرت، أو صححت الرؤية وجعلتنا جميعاً وبصوت واحد نقول شكراً للملك سلمان، باختياره الأمير محمد بن سلمان، الذي هو بحق رجل المرحلة القادمة للنهوض بالمملكة العربية السعودية اقتصادياً وسياسياً وعلمياً وعملياً وثقافياً وعلى جميع الأصعدة، وفي كل الاتجاهات، لا أذيع سراً إن قلت:
أولاً: سيدي نلتزم عقيدة جازمة بالسمع والطاعة لك في المنشط والمكره وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله طاعة في المعروف في غير معصية الله، لك منا الولاء ولك منا السمع والطاعة والدعاء في السر والعلن عقيدة يحاسبنا الله عنها ونراقب الله فيها لأنها سفينة نوح من ركبها نجى.
ثانياً: أعود بالأذهان إلى ذاك اليوم العظيم الذي توليت فيه الحكم وبايعك العلماء والأمراء وأمراء المناطق والمواطنين، ثم اتخذت على نفسك عهداً أن تضخ الدماء الشابة في سدة الحكم استشرافاً منك للمستقبل وتحقيقاً لأهداف كنت تتوق وتطمح لها وكان الأمر أن قضي الأمر على أن يكون صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولياً للعهد ووزيراً للداخلية وكان هذا التعيين محل اتفاق من جميع الأطياف وباركه العلماء والمثقفين والمواطنين تأكداً منهم أن سمو الأمير محمد بن نايف رجل المرحلة وجنرال الإرهاب ومن تربى على سمع وبصر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وتخرج من مدرسته، وقد كان على قدر المسؤولية وقدر التحديات كما أردت له، بل قبل ذلك كما أراد الله له.
ثالثاً: قمت بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد ووزيراً للدفاع، وحينها دار حديث طويل وطويل جداً سواء داخل المجتمع السعودي أو العالمي، والإقليمي أو على وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر والاستجرام!!.
لماذا سمو الأمير محمد، ما الذي يميزه، ماهي قدراته، شاب في مقتبل العمر.. إلى غير ذلك من الأسئلة.
وكانت الإجابات مرضية إلى حد ما، الأمير محمد هو ابن الملك سلمان والملك سلمان عرف منذ نشأته بالحزم والعزم والعمل والمثابرة والجد والاجتهاد، ثم الأمير محمد سيعمل على نظر وسمع الملك ويصدر عن رأيه، شاب فيه من الحيوية والنشاط والتي ستنصهر بخبرة الكبار أمثال الملك والمستشارين والوزراء.
كانت قناعتنا تصب في أنه ابن الملك سلمان حصراً، تربى على عينه وبصره، وكفى.
رابعاً: اليوم وبعد أكثر من عام والأمير محمد بن سلمان يقاتل في أكثر من جبهة في الجبهة الجنوبية على الحد اليمني، وفي جبهة الاقتصاد ممثلاً بالمجلس الأعلى للاقتصاد، وجبهة ترتيب البيت الداخلي، وترتيب السياسات الخارجية من خلال العديد من الرحلات الخارجية المكوكية، ليحصد الكثير والكثير من النجاحات، ونعلم أن ذلك بتوفيق الله ثم بما خططت أنت له.
واليوم بعد أن واجهنا نحن الشعب السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر الذي عقد للإعلان عن رؤية السعودية 2030، هذه الرؤية التي أذهلت كل السعوديين والمراقبين، بل أجزم كل من شاهد الأمير محمد بن سلمان -سلمه الله- وهو يتحدث عنها بإسهاب ووضوح وشفافية، أصابه الإبهار والإعجاب.. ولقاؤه حفظه الله في قناة العربية والتي وضع فيها النقاط على الحروف وشرح بما لايدع مجالاً للشك أن المملكة تنطلق في مستقبلها من خلال دراسات موضوعية وتقف على أرضية ثابتة راسخة، وأن قيادتها قيادة حكيمة عليمة واعية فاهمة مدركة.
كان الأمير محمد بن سلمان كالبطل الذي يصول ويجول في أرض المعركة وهو كذلك، فان المستقبل يحتاج إلى قادة يشعرون أنهم في مضمار حرب غير معلن، ليحققوا طموحهم وطموحات شعوبهم.
وإذا كانت النفوس كبار
تعبت في مرادها الأجسام
خامساً: نحن نعتذر لك عن كل فهم فهمناه خطأ ونعترف بهذا الخطأ، وعن كل كلمة خرجت بلا قصد فيما مضى، ونقلب الأوراق لنفتح صفحة جديدة.. صفحة تحمل المزيد من الولاء للقيادة الحكيمة، ولنظرتها لمستقبلنا، النظرة المشرقة الشاملة، لنقول لك بفم واحد، اليوم وقد عرفنا محمد بن سلمان وكيف يفكر وكيف يسير، وأين يسير بمستقبل البلد، وماهي طموحة لتحقيق هذا الرؤية العملاقة، لك منا كل الولاء والسمع والطاعة.
شكراً لك أيها الملك، شكراً لك لأنك وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب شكراً لأنك طوال هذه السنين هيأت لبلادك هدية لا تقاس بكل الهديا فلذة كبدك، وثمرة فؤادك، وروحك التي تمشي على الأرض.
شكراً لأنك هيأت لهذا اليوم محمد بن سلمان.
وهذا ليس كلامي لوحدي بل كلام كل شعبك بكل أطيافه، الرجال والشباب النساء، المثقفين، أرباب الحرف، المتخوفين من الغد، أصحاب الأقلام، وأساطين الاقتصاد، رجال العلم والسياسة.
بعد أن سمعوا، واستمعوا لمحمد بن سلمان!!.. بل هو كلام العرب والقادة منهم، فبعد الرؤية مباشرة غرد كثير من القادة بمحمد بن سلمان ورؤيته منبهرين منها ومنهم الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن ومنهم سمو الشيخ محمد بن راشد ومنهم سمو الشيخ محمد بن زايد ومنهم سمو الشيخ عبدالله بن زايد ومنهم سمو الشيخ ثامر جابر الأحمد وغيرهم الكثير والكثير!!.
كل هؤلاء وغيرهم اجتمعوا على رأي واحد وهم يصفقون للأمير محمد بن سلمان أنه رجل المرحلة القادمة وأنه مهندس الرؤية وأن المملكة ستنتقل معه بتوجيه خادم الحرمين الشريفين بإذن الله إلى مستقبل واعد مشرق, أبهر الجميع، سبق عمره بسنوات، حاور وناور، تكلم بموضوعية، حاضر الذهن، سلس العبارة، صادق المعنى، واثق بأن القادم أفضل كل هؤلاء شهدوا وسجلوا شهادتهم.
أنتم شهداء الله في أرضه، وأمتي لا تجتمع على ضلالة {وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ}.
ومتى يصح في الأذهان شيء
إذا احتاج النهار إلى دليل
سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز نعاهدك على السمع والطاعة في هذا المركب الهنيئ الوثير المملكة العربية السعودية الذي تتولى قيادته في بحر لجي متلاطم، يعينك على قيادته رجلان، عن مئات الرجال، هما المحمدان، محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، أكرم وأنعم بهما.
وسر بنا وبهم حيث أراك الله، لك الأماني والدعوات الصادقة بأن يحفظك الله في كل شأنك حلك وترحالك قراراتك وتوجيهاتك.. قلبك سيدي الملك سلمان أيقنا اليوم بأنه ينبض بمستقبل السعودية، وأبناؤك السعوديون مكانهم سويداء قلبك، أنت منهم ملء العين والبصر، واقع رسمته وماض تشرف بالانتساب إليه، ومستقبل خططت له ورعيته ووجهته.
فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكون رؤية السعودية 2030، خيراً ونماءً وتطويراً وتسديداً وتوفيقاً على المملكة وسكانها وحكامها اللهم آمين والحمد لله أولاً وأخيراً.