د. سلطان بن راشد المطيري
أجزم بأن غيري كان مثلي متسمرا أمام قناة العربية وأمام تركي الدخيل تحديدا وهو يحاور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع في أول حوار تلفزيوني لسموه.
وأهمية هذا اللقاء في نظري تكمن أهميتها لسببين:-
الأول:- هذا الظهور لسمو الأمير محمد أعطانا انطباعاً كاملاً عن شخصية سموه وفهمه ورؤيته وتفكيره ونظرته للمستقبل وهذا بلا أدنى شك له من التأثير الشيء الكثير على مجريات حياتنا التي ترتبط بالاقتصاد على وجه التحديد ارتباطا وثيقا.
الثاني:- إننا كمراقبين نرى هذه الحروب الجارفة من حولنا ونرى التدهور في أسعار البترول وكثرة المتربصين بنا من الأعداء ومن حقنا أن نعلم كيف تفكر القيادة وماهي الإجراءات التي تتخذ للوصول بنا وببلدنا إلى بر الأمان. أهم الرسائل التي تحصلنا عليها من هذا اللقاء:-
1- الرسالة الأولى الحضور والانبهار، تبين لنا من اللقاء الحضور المميز لشخصية الأمير محمد بن سلمان ومنطقه العالي الذي ينم عن أنه يتكلم بلسان مؤسساتي مبني على دراسات وأرقام وحقائق وأن الأمير يدور في فلك علماء ومفكرين ودراسات ورؤى وأن القاعدة التي ينطلق منها سموه لرسم رؤية السعودية 2030 هي رؤية في نظري راسخة متينة مبنية على أرضية صلبة فنتائجها بإذن الله ستكون بحجم تلك المعطيات.
2- اتضح من خلال اللقاء سرعة بديهة وحضور إجابات سمو الأمير محمد ولم تكن إجاباته دبلوماسية بل إجابات تنم عن فهم عميق لهذه الرؤية وقناعة بها وبنتائجها المعقودة عليها بعد الله والتي ستكون طفرة ونقلة وتحول جذري لكثير من المفاهيم لعل أهمه في نظري الاعتماد على البترول وأسعاره العالمية.
3- تركي الدخيل المحاور الجيد وصاحب برنامج إضاءات كان كمن يركض في فلاة ليلحق إجابات واستطرادات سمو الأمير الذي كان يتكلم في كل جزئية من هذه الرؤية بإسهاب وأرقام وموضوعية يحدد مسارها والأعوام التي ستنتهي منها تلك الرؤية وتكون واقعا ملموسا.
4- أهم مايميز الرؤية أنها شاملة لمناحي الحياة الأمنية والتعليمية والعلمية والإسكانية والاقتصادية، لامست كل شرائح المجتمع الشباب والكبار التجار ومحدودي الدخل ومتوسطي الدخل المرأة والرجل بل حتى المقيمين من العرب والمسلمين فكانت الرؤية تتكلم عن الإنسان بصفته إنسان على كل الأرض السعودية.
5- العدل والمساواة كان هو الطاغي في المشهد فالرؤية لاتفرق بين أمير وتاجر ومواطن عادي وامرأة وفق المعطيات ووفق مبادئ الشريعة الإسلامية وكانت لغة الشباب هي المسطيرة على المشهد لهذه الرؤية والتي سيكون تأثيرها واضحا وقد بدا فمبجرد الإعلان عن هذه الرؤية تغير واقع سوق الأسهم السعودي من خسائر إلى أرباح وهذه أول البشائر، فهذه الرؤية بدأت منذ تصديق مجلس الوزراء عليها واعتمادها من المليك المفدى وسمو ولي عهده الأمين وزير الداخلية وبهذه المقابلة التلفزيونية مع سمو الأمير محمد بن سلمان بدأت هذه الرؤية على أرض الواقع. خلاصة القول والمهم في الكلام والمختصر أن لانسبق النتائج ونتوقع الخير ونتفاؤل به وبهذه النظرة الشابة المتقدة لغد مشرق واعد بإذن الله ولعله من نافلة القول أن نقول إن هذه الرؤية تخصنا وتخص أبناءنا والأجيال القادمة تحديدا فلا أقل من أن نسهم جميعا كل من زاويته وبابه في إنجاح هذه الرؤية والدفع بها إلى الأمام وحمايتها مما يعترض لها أو يقلل من فرص نجاحها لاسمح الله، المعلم وخطيب الجمعة، الكتاب في الصحافة، والعلماء، وأرباب السياسة والاقتصاد، المرأة والرجل يجب أن نسهم إسهاما حقيقيا في تحقيق هذه الرؤية كاملة وأقول كاملة لأن النفوس الكبار دائما تسعى للمجد أو تموت دونه، كما قال امرؤ القيس:-
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لاتبك عينـك إنما
نحاول ملكا أونموت فنعذرا
وفق الله سمو ولي ولي العهد وأعانه الله بفرق ومفكرين وشباب متحمسين متسلحين بالعلم والإيمان، بالتخصص وأسس ومبادئ الشريعة الغراء، بالإسلام عقيدة ومنهجا ومنطلقا، لتحقيق هذا التحول الذي نسأل الله أن يكون في خدمة الدين ثم المليك والوطن وأن يكون خيره عاما لبلاد الإسلام والمسلمين، بل لأهل الأرض قاطبة.
شكرا سمو الأمير محمد بن سلمان ووفقك الله لمايحب ويرضى وكفى.