فهد بن جليد
رغم أن متجر (شوجين) الصيني لبيع العلب الفارغة في مدينة (شنجهاي)، يهدف لتوعية الناس بطرق التسوق الخاطئة، رافعاً شعار (المحتوى أولاً)، إلا أن العاملين به أكدوا لرويترز أن المبيعات مرتفعة وجيدة، وهناك إقبال على شراء منتجات (مليئة بالهواء) ومغلقة بذات طريقة المصنع!.
عرض علب المشروبات الغازية الفارغة، وأكياس البطاطا التي تحوي على الهواء، وعلب معاجين الأسنان، وبعض المغلفات التي تعود لمنتجات فارغة، هو توعوي وإرشادي بأهمية البعد عن الاستهلاك بطريقة عشوائية، إلا أن الناس (طقّ عصي) للحصول على الهواء الذي يبيعه المتجر الأنيق، بطريقة شيقة، وكميات محدودة!.
الناس لا تهتم بالمحتوى، وقد تأخذ مالا تحتاجه، الشراء عند معظم الشعوب مُجرد تنفيس أو مجاملة ، في اعتقادي لو قمنا بتجربة استرجاع جميع ما تم تبضعه عند باب أحد المولات من الزبائن بنصف القيمة أو ثلاثة أرباعها، سنجد من يبيعنا ويتنازل عن مشترياته، ليستعيد جزء من المبلغ الذي أنفقه للتو.. إلخ!.
الاستهلاك المُستمر (الطائش) هو قيمة معنوية اجتماعية مُضافة نتيجة للتقليد والمحاكاة، أكثر من دراسة امريكية وأوربية تؤكد أن خطر الاستهلاك الجماعي أكبر واشد، عند التسوق في المجمعات الكبيرة التي يستوق ويتجول بها أشخاص كثيرون، وقد يجد المتسوق أنه وضع في عربة السوق مالا يحتاج بالفعل!.
عند بداية تنظيم العلاقة بين البائع والمشتري في القوانين الأوربية، فرضت سياسة حق (ترجيع المنتج) وإعادته للبائع والحصول على كامل السعر، خلال أيام مُحددة، شرط عدم تعريضه للتلف أو فتحه، وفي هذا دلالة واضحة أن قرار الشراء غير مُستقل ، وأن المستهلك قد يأخذ مالا يحتاج، ومن حقه إعادته!.
المُزعج في مجتمعاتنا هو تنامي ظاهرة التسوق (بخجل)، عندما يُقال للمشتري (ليك شيخ)، وللمتسوقة (شو بدا البرنسيسه)، متى ما كان كلام البائع (بعئد)، و (كتير مهضوم)، وردد عبارة (بدنا نحط بئلبا) تأكد بأنك ربما تشتري الهواء، دون حق الترجيع!.
وعلى دروب الخير نلتقي