محمد بن عبدالله آل شملان
بك يا وطن - بعد الله - نقوى بإيماننا وبعقيدتنا وبإنجازنا الحضاري التي ستتلألأ بها أضواء الجوانب المشعة التي تشكل في تأصيل ملحمة تنمويتك وحب الإصلاح وتوفير وسائل الطمأنينة التي بالتخطيط تنمو، وبتوسيع الأفق والإحساس بالقيم تعلو، وبالالتزام باستراتيجيات التنمية والاقتصاد ترنو.. في هذه المنطقة (الأهم من العالم) التي تعيش الظروف الاستثنائية التي لم تشغلها عن التفكير في مستقبل شعوبها الطموحة دوماً فهي تبني اليوم.. وتخطط للغد.. لا تثنيها الأزمات والظروف.. ولا تعوقها من الأخذ بأسباب الحضارة لعمارة الأرض.. وإنسان هذه الأرض.
* * *
بك - بعد الله - يا مليكنا (سلمان) - لا بغيرك - لن يتعب وطن أنت قائده وملهمه ومخططه، وصاحب أقوى صوت في مواجهة المسؤوليات، وصاحب أقوى نظرة قادرة على مجابهة المواقف، ولن نشعر أنك عاجز أو ضعيف عن الصمود أمام الأزمات، وأنت توقظ فيها فلسفتك الفاعلة وفنك العصري التي تجذبه الجذور نحوها من غير أن تعطل حركتها وقوة مماشاة مرحلتها أمام المنغصات.
* * *
لا أحد غيرك - يا وطن - يحمل هم أبنائه على امتداد مساحاتك الشاسعة، وعلى هذا النحو وبهذه الصورة التي قلت فيها بالحزم والعزم ومعها الحب في جلسة مجلس الوزراء ظهر أمس الاثنين التي خصَّصتموها - يحفظكم الله ويرعاكم - للنظر في مشروع الرؤية على رؤية المملكة 2030 واعتمادها: «لقد قامت دولتكم على أساس التمسك بكتاب الله وهدي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهي مهد الرسالة ومهبط الوحي، شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. أيها الإخوة والأخوات : لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته. ومن هذا المنطلق وجّهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم الرؤية الاقتصادية والتنموية للمملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا - بعون من الله وتوفيقه - أنموذجاً للعالم على جميع المستويات».
وقبلها صارح فيها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية، وكالة بلومبيرج، أن المملكة تخطط لتأسيس صندوق بقيمة تريليونَيْ دولار لحقبة ما بعد النفط؛ الذي تفاعلت معه أسواق المال والأعمال في تأكيدٍ على ثقلك الاقتصادي الذي يمثله مقامك كأكبر دولة مصدرة للنفط الخام.
* * *
وفي كل مرة يقتضي الموقف منك يا وطن أن تكون على سعة اطلاع وعمق حكمة وبالغ حنكته وعجيب كياسة وبديع سياسة ولطيف تدبير وبعد تفكير ومضاء عزيمة وقوة إرادة وواسع حلم وفائض كرم.. رؤيتك 2030 التي دوَّت، ومنهجها المنفتح الشفَّاف، وخيارها المنحاز دائماً إلى الوعي ومع الوعي، إنما تعزز وترفع بذلك تاريخك الزاهي بشموخه وقادته ورجاله ونسائه على امتداد مساحته ومدنه وقراه وهجره.
* * *
يا وطن.. من يرقب الحياة فيك في حاضرك المشرق المزدهر لابد أن تجذبه إلى الوراء عوامل الموازنة بين ما كان وما هو كائن، ولا شك أنه سيحس بالبون الشاسع بين الماضي بمتاعبه وآلامه وبين الحاضر المتحرك الذي يتخطى عقبة بعد عقبة، وكلما وصلت إلى غاية من الغايات التي تسعى إليها لا نقف عندها فخورون بما عملت أو مزهوين بما بذلت، ولكنه يتخذ من الغاية التي وصلت إليها سبيلاً إلى غاية أكبر منها وكأنه ليس لهذه الغايات النبيلة حد تقف عندها.. وتلك طبيعة النفوس الكبيرة التي دائما تتشبث دائما بالمثل العليا وتحاول اللحاق بما بلغت أكثر الأمم تقدماً وحضارة من درجاتها. بل إنك تجاوزت تلك الآمال إلى ما هو أبعد منها.
* * *
وفي مثل هذا الوضع، وكلما مرت غيمة داكنة - كهذه التي تمر بها تخيّلات المخططين من أنَّ شمس النفط في التوجه نحو الغروب - فهنا يتهيأ العالم لسماع صوتك، وتخطيطك، ورؤيتك، وما يمكن أن يُدلى به من حلول لتغيير مسارات الأحداث إيجابياً لصالح بناء إنسانك، ولصالح الحلم الجميل بك يحكمه الرؤية المستقبلية ليعيش شعبه في أمن وسعادة ورخاء.
* * *
لقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية وباختصار مفيد وواضح وصريح، حواره مع وكالة بلومبيرج العالمية، وعبَّرْ لها بما تمليه رؤية وطنه قبل أن تكون رؤيته وبما ينسجم مع عقله المفكر وقلبه الخافق بأماني مواطنيه وجذوة من طموحه وتطلعه للريادة العاقلة.. وذراعاً قوياً يبني ويحمي ولا يساوم في كرامة أمة اختارها الله لرسالة خالدة؛ بما يجزم بأنه الخطوة الحكيمة في طريق الانتقال بمسيرة التنمية في هذا الوطن إلى مرحلة جديدة من النمو والتطور، وتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستديمة وضمان مستقبل مشرق للأجيال المقبلة.
* * *
رعاك الله من وطن يتوجس من صلف القوة الجاهلة من المحبطين والمرجفين وذوي النوايا الشريرة ممن يعطون للموقف الصعب المساحة التي يمنحونها لك ولنا، الذي أخذْتَ خيارك؛ فغيّرت مسار الحدث وأبعاده وزمنه الافتراضي وفوّت الرهان على الخاسرين، وألهبت عين الحاسد والحاقد حتى ضاقت - ولاغرو ؛ فأرضك هي الأرض التي صهرها الإيمان وطهرها ولوَّى الله نحوها أعناق العالمين وأذل جباهم لعزتها.
ومن أجل ذلك كله وسواه ستكون بإذن الله تعالى حصناً منيعاً.. وسياجاً تحرسه العناية الإلهية بالسواعد والأفئدة.. والصدور والأعناق !. فإلى طريق أقدارنا.. وطريق آمالنا.. وطريق إدارتنا.. حيث العمل والإنجاز والنجاح في رؤيتك 2030 يا وطن.