محمد بن عبدالله آل شملان
شرعت وزارة التعليم -مؤخراً- في التواصل بين مسؤولي الوزارة والميدان التعليمي في تخطيط وتقويم المشاريع التربوية في تنفيذ برنامج يتعلق بالاستماع إلى رأي الميدان التعليمي في منهجية تطبيقات اللغة العربية، وهو توجه أقل ما يقال فيه إنه متميز وإيجابي..
فمن خلال مثل هذا التواصل يتم مُدارسة وضع تعليم اللغة العربية وتعلمها في إدارات التعليم وإظهار جهود الإدارات في معالجة الضعف القرائي والكتابي في مدارس التعليم العام إلى حيّز الوجود من جديد.
وقد قُدِّر لي أن أشارك في اللقاء التربوي -مستمعاً بحكم التخصص- عبر قاعة الاجتماعات المرئية «لقاء» برعاية وكيل وزارة التعليم الدكتور عبدالرحمن بن محمد البراك، وبحضور جميع رؤساء ورئيسات أقسام اللغة العربية والصفوف الأولية «بنين» و»بنات».
مدارس التعليم العام تشهد ضعفاً وظيفياً ملحوظاً في القراءة والكتابة بين أوساط الطلاب، بل وحتى التعبير والتواصل. وقد زادت مشكلة ضعف الطلاب في القراءة والكتابة وتفشت حتى أصبحت ظاهرة مقلقة من ظواهر الضعف الثقافي والعلمي الذي يلف وطننا.
إن مشكلة الضعف الوظيفي في القراءة والكتابة باعتقادي هي «مركبة» فمدخلات الجامعات هي مخرجات المدارس، ومدخلات المدارس هي مخرجات الجامعات، وبذلك لا يمكن إصلاح الأمر والخروج من عنق الزجاجة، دون التركيز على الصفوف الأولية، من حيث تنمية وتطوير مهارات اللغة والقراءة والكتابة. والتركيز على الفهم لا التلقين.
لا شك أننا نحتاج في هذه المرحلة الراهنة إلى إبراز مكانة القراءة والكتابة في نفوس الناشئة والطلاب في جميع مراحل التعليم، وتعريف الجيل الحاضر بمكانتها، والعمل على تنمية حبها في نفوسهم، وتقوية اعتزازهم بها، وإن على وزارة التعليم السعي إلى وضع خطة وطنية موحدة لتطوير برامج إعداد معلمي اللغة العربية في المؤسسات التعليمية والتركيز على معالجة الضعف القرائي والكتابي لدى طلابها، والإكثار من المناشط اللغوية الحيوية في البيئة المدرسية، واستخدام التقنية الحديثة في تطوير تعليم اللغة العربية وتعلمها.
ورغم النجاح الذي صاحب اللقاء وحيازته على قبول الحاضرين فكراً وعلى حماستهم نفوساً وعلى أرواح المتابعين تفاؤلاً وأملاً؛ فإنني أقترح على وزارو التعليم أن تفكر مستقبلاً بأن تمتد هذه اللقاءات لأكثر من يوم، وأن يصاحبها معرض تعرض فيه جهود الإدارات، مع إعداد جولة ميدانية للجان وزارة التعليم إلى الميدان التعليمي في أنحاء هذا الوطن كافة وإجراء دراسات ووضع خطط استراتيجية للوقوف على الأسباب ومعالجتها.
أخيراً، لا بد من أن تنشر المؤسسات التعليمية في بيئة التعليم الشعارات التي تشير إلى أن رفعة الأمم من رفعة لغتها، وقوتها من قوة لغتها، وانتشارها من انتشار لغتها، وأن اللغة العربية تعد اللغة الحية الأبرز والأكمل والأشرف في سياق لغات العالم الإنساني بالنظر إلى أن الله قد اختارها لتكون وعاءً لكلامه تعالى في كتابه المحكم المبين.
يقول تعالى في محكم التنزيل في تشريف اللسان العربي: {وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}.