محمد بن عبدالله آل شملان
اختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأول مرة وبالإجماع، الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الأسبق لأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، «الشخصية الرياضية الاجتماعية» الأولى في قارة آسيا لعام 2016م، وهو اختيار وافق أهله، فالأمير سلطان قامة وطنية كبيرة حمل مشروعاً رياضياً واجتماعياً في غاية الأهمية، مشروع اتكأ على الرياضة والشباب، وتجذّر فيه ليلامس التحولات الكبيرة للإنجازات التي أسست للصورة التي تبدو عليها الرياضة العربية والآسيوية في مساراتهما الحالية وعلاقات بعضهما ببعض.
سلطان بن فهد قيادي ملهم انطلق صوب مشروعه الرياضي والاجتماعي مع مطلع عام 1411هـ من بوابة تعيينه رئيساً عاماً لرعاية الشباب بعد وفاة أخيه الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، حيث أنجز وبهمة وكفاءة ودرجة عالية كل المهام التي أوكلت إليه في مختلف المناصب الرئيسية التي شغلها خلال مراحل بناء النهضة الرياضية لوطنه، ثم للعالم العربي والإسلامي، إذ ترك بصمات واضحة للمنجزات التي تحققت والتي أصبحت اليوم شواهد ومعالم بارزة لتقدّم الرياضة في تلك المحددات وازدهارها.
إن الإنجازات التي حصل عليها الوطن تعددت بتعدد مجالات قطاعات المنتخبات السعودية التي أنجزت فيها بطولات، مما رفع وطنه إلى مصاف الدول الخالدة في الذكر والذاكرة؛ وكان من أبرزها حصول المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة لكرة القدم على كأسي العالم عامي 2006 بألمانيا و2010 في جنوب إفريقيا في مكتسب غير مسبوق، والتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 بكوريا واليابان وبطولة كأس العرب بالكويت 2002، ودورة كأس الخليج العربي الـ15 بالرياض 2002، ودورة كأس الخليج العربي الـ16 بالكويت 2003، وذهبية دورة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة عام 2005م، والتأهل لكأس العالم 2006 في ألمانيا.
كما حقق المنتخب السعودي لدرجة الشباب عدداً من الإنجازات من أبرزها التأهل لنهائيات كأس العالم العاشرة في نيجيريا 1999 والتأهل لنهائيات كأس العالم 2003 في الإمارات.
وحقق المنتخب السعودي للناشئين عدداً من الإنجازات في عهد الأمير سلطان، ومن أبرزها الحصول على كأس بطولة سابك الثانية للناشئين (تحت 17 سنة) لكرة القدم لدول مجلس التعاون بالرياض 2002 وكذلك كأس البطولة الثالثة بقطر 2003.
وبخلاف تلك الإنجازات الحيوية والغالية والثمينة حققت الرياضة السعودية طفرة متقدمة جداً، وخاصة في المجال الإداري والتنظيمي المتعلق بنظام الاحتراف حيث تم تجديد كافة النظم واللوائح وتشكيل اللجان وتطوير ملف الاحتراف بالكامل.
ولم تقف إنجازات الأمير سلطان عند هذا الحد بل طالت الإنجازات الألعاب الأخرى حيث تأهل المنتخب السعودي لكرة اليد لنهائيات كأس العالم أكثر من مرة، وحققت المنتخبات السعودية الأخرى ومنها منتخبات ألعاب القوى والفروسية كثيراً من الإنجازات على الصعيدين العربي والعالمي كما وصلت إنجازات المنتخبات السعودية في عهده للتواجد الدائم والمؤثر في دورات الألعاب الأولمبية حيث حصد عدد من الأبطال السعوديين كثيراً من الإنجازات والميداليات الملونة التي نقلت الرياضة السعودية للساحة العالمية.
وأحاط الأمير سلطان اهتمامه الجم بالمدربين الوطنيين حيث عهد لهم بتدريب عدد من المنتخبات السعودية في كافة الألعاب، وكانوا عند حسن ظنه وحققوا عدداً من الإنجازات في المحافل العربية والعالمية.
لقد خرج الأمير سلطان بن فهد من قطاع الرياضة والشباب يوم الجمعة 21 صفر 1432هـ، برغبة نشدان النجاح والتغيير المثالي وتحقيق المزيد من الإنجازات مفسحاً المجال لنائبه الشاب الأمير نواف بن فيصل بن فهد في صورة وقف لها التاريخ بالفخر، وهذا ما جعل من الأمير سلطان بن فهد شخصية قيادية رياضية اجتماعية مرموقة ومحترمة، وذات عمق جلي جعله يستحق هذه الجائزة التي تقدم للمرة الأولى بجدارة. ولا يستغرب ذلك فهو من وطن القدوة الحسنة والمنارة المضيئة.. (المملكة العربية السعودية).
ومع كل هذا التاريخ الذي امتد 20عاماً من الإبداع في ساحات العمل الرياضي والاجتماعي وحتى يوم احتفائية تكريم ومنح «جائزة حلم آسيا الاجتماعي» في مدينة دوشانبي في طاجكستان الاثنين المقبل لـ»وجه السعد»، أتذكركلمة سمو الأمير نواف بن فيصل بن فهد في الاحتفال الذي تم إعداده لتكريمه في مدينة الرياض بمركز الملك فهد الثقافي تحت تشريف أمير منطقة الرياض «وقتئذ» خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسط حضور الأمراء والشخصيات الرياضية السعودية إذْ قال: «مهما كان الكلام بليغاً ودقيقاً فلن أوفي أبوتك لي ومحبتك حقها بالكلام ولن ينسى شباب ورياضيو المملكة والعرب والمسلمون عطاءك خلال السنوات الماضية، وأنا شخصياً من أكثر شباب المملكة سعادة أن بدأت حياتي العملية في هذا القطاع تحت نظرك الكريم وعلمت ولمست وأدركت مدى جهدك وحرصك على تقديم كل ما بوسعك لخدمة شباب بلادنا وأمتنا العربية والإسلامية».