جاسر عبدالعزيز الجاسر
لأن الشفافية وإشراك المواطن بأدق التفاصيل وتقديم المعلومات الصحيحة لمسارات التحول الوطني الذي سيكون نهج العمل السعودي رسمياً وشعبياً، تقبل المواطنون السعوديون إطلاق رؤية المملكة 2030 والتي تعد خارطة طريق للمستقبل، الرؤية التي وصفها خبراء الاقتصاد الدوليون بالخطوة الجريئة، والتي تفهمها وتقبلها السعوديون قبل غيرهم، لأنهم بكل بساطة علموا بخطوطها الرئيسية والنقاط التي ترتكز عليها قبل إطلاقها والإعلان عن البدء في تنفيذها يوم الاثنين الخامس والعشرين من الشهر الرابع من عام 2016، فمن خلال اللقاءات الصحفية عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية أفصح الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية عن أبعاد التحول الوطني الذي يوضع أساس خارطة طريق التنمية السعودية والذي يشمل ويستهدف أغلب مناحي الحياة إن لم يكن جميعها، فبالإضافة إلى هيكلة الاقتصاد الوطني السعودي من خلال تفعيل التنوع في مصادر الدخل ليس فقط من أجل التقليل على الاعتماد على إيرادات النفط فقط في المرحلة المقبلة، بل من أجل رفد الاقتصاد السعودي بروافد تدر العديد من الإيرادات التي تتفوق على ما تحققه إيرادات النفط إذا ما فعلت مصادرها بطريقة علمية وعملية وفق رؤية اقتصادية استثمارية.
أيضاً لفت انتباه ما كشف عنه من رؤية المملكة 2030 والتي خضعت للتحليل من قبل أهم وأكثر مراكز ومعاهد التحليل والبحث الاقتصادي في أكبر المراكز الدولية وبالذات في جامعات هارفد وكمبردج واكسفورد بأن رؤية المملكة 2030 تستهدف تسريع حركة التطور والتقدم لتحقيق طموحات القيادة السعودية والشعب بما يعزز مكانة المملكة عالمياً، وينقل المملكة إلى مرحلة متقدمة من التقدم والتطور ليس فقط لتوفير سبل الراحة ورغد العيش للمواطنين بل ولتحقيق أحلام الشباب وإدماجهم في برامج العمل والمشاركة في تطوير وتنمية المجتمع بفتح فرص التدريب والتأهيل ورفع مستوى التعليم المتوافق مع حاجة البلاد إلى متخصصين يلبوا احتياجاته من عمالة ماهرة متخصصة ذات مستوى تعليمي عال حتى يكون السعوديون الطاقة الرئيسية الفاعلة في المجتمع والتنمية، وأن يكون الاعتماد على السواعد السعودية بدلاً من إغراق البلاد بعمالة وافدة تستنزف الاقتصاد السعودي.
الدارسون لمسار وبنود الرؤية السعودية 2030، والذين عكفوا على دراستها منذ بداية الكلام عنها والتي وصلت إلى قاعات ومراكز الأبحاث الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الدولية أن هذه الرؤية تحول علمي عملي تقدم عليه المملكة العربية السعودية لتحقيق تحول مثمر من اقتصاد نفطي ريعي إلى اقتصاد أكثر حداثة واستجابة للمتغيرات التي يشهدها العالم.
ويرى الخبراء الدوليون وهو ما يشاركهم فيه أساتذة وخبراء الاقتصاد في المملكة ودول المنطقة بأن الرؤية السعودية 2030 لن تقتصر تأثيراتها الإيجابية على المملكة ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها فحسب، بل تتجاوز ذلك وبمسافات كبيرة الخريطة الاقتصادية العالمية مما يعزز الدور السعودي في الاقتصاد الدولي والقرار السياسي والاستراتيجي.