عبدالله العجلان
كاد الأهلي أن يفقد حظوظه في المنافسة على الدوري بعد أن اتسعت دائرة مشكلاته الإدارية والفنية وتحديداً بعد خسارته في نهائي بطولة كأس ولي العهد ثم سقوطه المدوي أمام نجران، لدرجة أن الكثيرين طالبوا بالاستغناء عن المدرب جروس، لكن العقلاء في الأهلي كان لهم رأي آخر وقرار مفصلي مهم وهو الاستعانة بالخبير والإداري القوي طارق كيال ليتولى الإشراف الإداري على الفريق، وكان بالفعل قراراً تاريخياً أنتشل الفريق من حالة الإحباط والانقسام وأزمة الثقة إلى أجواء أخرى صحية محفزة أكثر استقرار وتناغما بين مختلف أجهزته وقبل ذلك مع محبيه وجماهيره والإعلاميين المحسوبين عليه.
على صعيد دوري الدرجة الأولى لدينا حكاية معبرة جديرة بالإمعان والاقتداء وتتمثل بنادي المجزل من مدينة تمير، كثيرون كانوا إلى وقت قريب يجهلون تماماً موقعه وتصنيفه واسم رئيسه ومدربه ولاعبيه، واستطاع بميزانية محدودة متواضعة لم تتجاوز الراتب السنوي لأحد لاعبي الاحتياط في الهلال أو النصر، وبفكر وجهد وبعد نظر إدارته برئاسة الفذ أحمد العبدالله أن يختصر الزمن ويتفوق في غضون موسمين قضاهما في الأولى على فرق عريقة وشهيرة وذات إمكانات عالية وجماهيرية لافتة، فبلغ ربع نهائي كأس الملك وصعد لدوري جميل محتلاً المركز الأول ومحققاً بطولة الدوري..
على النقيض مما تقدم رأينا فرق انهارت وأخرى تراجعت وثالثة تدهورت ليس بسبب ضعف الإمكانات المادية أو شح المواهب وإنما نتيجة لسوء إدارتها، والأمر نفسه ينطبق على المنتخبات السعودية، فإخفاقاتها تزامنت مع زيادة مرتبات وعقود اللاعبين والمدربين، ما يؤكد أن العنصر الإداري هو العامل الأهم والأكثر تأثيراً على عطاءات الفرق والمنتخبات، كما ينطبق كذلك على الألعاب الأخرى والتي حققت منجزات للوطن لأنها باختصار شديد تدار بفكر نابه وكوادر مؤهلة لتطوير عملها والارتقاء بمسؤولياتها..
لا تصدقوا من يردد ويروج ويحاول إقناعكم بأن مشكلاته الفنية وسوء نتائج فريقه سببها الأزمات المالية، الوقائع والشواهد والنتائج دائماً ما تثبت أن الإدارة هي في الغالب سر التفوق والتألق أو العكس، لذلك أنصح لكم بإصلاح وحسن اختيار إداراتكم قبل أن تبحثوا وتنشغلوا بمن يدعمكم ويدفع الملايين على عبث إنفاقكم وفوضوية تصرفاتكم..
لجان بالغوغاء!
في كل مرة تصدر فيها بيانات وتصريحات التأجيج من الأندية أو لغة التأليب والتهويل في البرامج والصفحات الرياضية كنت دائماً أتوقع أن تنتقل هذه الثقافة وتسيطر هذه اللغة على قرارات الجهات الرسمية، وبالتالي نصبح إمام فوضى عارمة تختلط فيها الرؤى والمفاهيم وأيضاً تفقد الأنظمة بسببها قيمتها وقوتها واحترامها..
تذكرت هذا وأن اقرأ البيان الأخير المتشنج من لجنة الاستئناف السعودية للمنشطات حول قضية اللاعب محمد نور، وتجسد أكثر في التصريحات الانفعالية من رئيس اللجنة محمد البجاد لإذاعة UFM، ففي الوقت الذي يفترض أن تكون فيه لغة اللجنة والمنتسبين لها حذرة ومحسوبة في مفرداتها ومعانيها، نجد أنها على العكس تماماً، حيث تخلت عن اتزانها وخالفت الجانب القانوني في التخاطب مع الأطراف الأخرى، وجعلت من نفسها جهة نزاع وصراع ضد جهات إعلامية وأخرى غير مسؤولة، ويتضح ذلك في مضمون البيان وتصريحات رئيس اللجنة على عدد من الأطروحات الإعلامية التي يرونها أنها إساءات للجنة بعد صدور بيانها الأول، علماً بأن هنالك شبه إجماع على تناقضات وسوء صياغة هذا البيان الذي أثبت في إحدى فقراته صحة قرار لجنة الاستماع فيما يتعلق بوجود مادة محظورة في عينة اللاعب، ثم أنه ليس هناك أي مبرر في أن تقحم اللجنة نفسها في معمعة هذه الصراعات، أو أن تقاتل من أجل شرح قراراتها وإقناع الآخرين بسلامة موقفها عبر بيان من خمس صفحات، لأن مثل هذه التصرفات وبالذات من جهة قضائية ستفسر على أنها نتيجة انفعالية وانعكاس طبيعي لعدم ثقة اللجنة بنفسها، مما يزيد من أمورها تعقيداً ويشكك كثيراً في عدالة قراراتها وحقيقة توجهاتها..