عبدالله العجلان
مثلما انتقدنا أداء اتحاد الكرة وبعض لجانه في مواقف وأحداث وقرارات سابقة عديدة، ورغم الإخفاقات الإجرائية في التصدي لتجاوزات وعدم انضباطية عدد من اللاعبين، إلا أننا اليوم وبعد تصدر المنتخب الأول لمجموعته وتأهله لنهائيات أمم آسيا في الإمارات، وكذلك للتصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم في روسيا، مطالبون بأن ننصفه، ونثمن نجاح المدرب مارفيك والجهاز الإداري بقيادة الخلوق زكي الصالح في وصول الأخضر إلى هذه المرحلة، وتقديمه مستويات مقنعة إلى حد ما..
الآن، ولاستكمال وتتويج هذا النجاح بالإنجاز الأغلى والأهم، وهو التأهل للمرة الخامسة للمونديال، وإحراز كأس آسيا للمرة الرابعة، على اتحاد الكرة ومسيري المنتخب الانتقال إلى خطة عمل مختلفة، تليق بأهمية وصعوبة وقوة الاستحقاقات القادمة، التي لا تحتمل أدنى الأخطاء الفنية أو الإدارية أو التنظيمية، ولا التجاوزات والتصرفات المتهورة من اللاعبين، كما تتطلب تغيير طريقة إشراف المدرب مارفيك؛ فمن غير المعقول أن يمارس عمله من هناك في هولندا، ومن الخطأ الفادح أن يسمح له اتحاد الكرة بترك المنتخب وعدم متابعة مباريات الفرق السعودية محليًّا وآسيويًّا؛ لينشغل ويتفرغ في هذا الوقت الحرج للتحليل الفني لإحدى القنوات الهولندية..!
أمام مجلس إدارة اتحاد الكرة، وقبل شهور قليلة من انتهاء فترته، فرصة أخيرة لتحسين صورته وتصحيح أخطائه، واختتام مهامه بمنجز يبدأ بخارطة طريق، تتضمن خطوات عمل ترتقي بمستوى المنتخب وهو ينافس منتخبات أكثر قوة وخبرة وتمرسًا من منتخبات مجموعته، إضافة إلى أنها ستكون في قمة استعدادها وجاهزيتها بحثًا عن إحدى بطاقات التأهل لمونديال روسيا؛ الأمر الذي يفرض على اتحاد الكرة والقائمين على الأخضر البدء مبكرًا والتحضير جيدًا للتصفيات النهائية بطريقة إعداد شاملة، تتلاءم مع قيمتها وأهميتها ومحفزاتها..
نجح فيصل وأخفق إبراهيم!
كشف مضمون وتوقيت بيان إدارة نادي الاتحاد الذي أعقب خسارته من منافسه التقليدي الأهلي برباعية تاريخية حجم الفوضى السائدة في كثير من الأندية، وخصوصًا الشهيرة والكبيرة منها، كما أثبت أننا ما زلنا بعيدين عن فهم وتطبيق الاحتراف..
بيان يدين إدارة الاتحاد أكثر من أن يبرئ ساحتها ومحاولة امتصاص غضب جماهيرها وعدم تحملها مسؤولية الخسارة، فعندما يشير إلى أن هناك مجموعة من اللاعبين أعلنوا تمردهم ورفضهم الانضمام لمعسكر المباراة، ومع هذا تسمح لهم بالمشاركة ضمن التشكيلة الأساسية، فهذا دليل على ضعف الإدارة، وأنها لم تتعامل مع الموقف بحزم وبطريقة تحفظ للنادي هيبته، وفي الوقت نفسه تفرض احترامها وتجسد دورها أمام جماهيرها. أما وقد طرحت فيهم الثقة، ومنحتهم الضوء الأخضر للمشاركة، فمن المفترض ألا تعالج الخطأ بخطأ أكبر، ولا تصدر بيانها بأثر رجعي، وفي توقيت زاد أمور العميد تعقيدًا وتأزمًا..
كان على إدارة الاتحاد أن تعود للوراء قليلاً، وتحديدًا في الموسم قبل الماضي، وتتذكر وتستوعب ذلك القرار الجريء من رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي حينما استبعد من المعسكر وقبل ساعات من لقاء الهلال الثلاثي البرازيلي إيلتون وإيفرتون وباستوس بعد اشتراطهم للمشاركة استلام مستحقاتهم قبل المباراة؛ الأمر الذي دفع إدارة النصر إلى اتخاذ قرار الاستبعاد مع عقوبة مالية بحقهم. وقتها رأينا كيف تألق البدلاء، وبخاصة السهلاوي والراهب، وقادا فريقهما لفوز مهم، كان في تقديري بمنزلة الانطلاقة الحقيقية والخطوة الأهم لعودة النصر وتحقيقه في ذلك الموسم بطولتَيْ الدوري والكأس.