عبدالله العجلان
أمس الأحد الموعد المقرر لعقد مؤتمر صحفي لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد لإعلان النتائج التي توصلت لها لجنة أوضاع الأندية، التي يأتي في مقدمتها تحديد عدد الأندية، وتصنيف المخصص منها للممارسة أو للمنافسة.
المعروف أن هذه اللجنة ضمن اللجان المعنية بتطوير الرياضة السعودية، وسبق أن أقرها وأعلن عن تشكيلها الرئيس العام منتصف العام الماضي. وهي لجنة في غاية الأهمية، ويترتب على نتائجها وقراراتها مستقبل الرياضة السعودية. وشخصيًّا، أثق بإمكاناتها، وببراعة وخبرة رئيسها النشط الفطن والمتمرس الأستاذ عادل البطي. ولأنني لم أطلع على ما دار في المؤتمر كوني كتبت المقال قبل موعد انعقاده فأنا متفائل بنجاح عمل اللجنة، وأتطلع كما يتطلع الكثيرون إلى اتخاذ قرارات جريئة فيما يتعلق بتقنين عدد الأندية، وإعادة تنظيمها، والهدف من وجودها، وهل لديها المقدرة والكوادر والإمكانات والأدوات والتجهيزات والعقول التي تجعلها قادرة على تطوير نفسها ومؤهلة للمنافسة، أم تكتفي فقط بالممارسة وفي الحدود والظروف المتوافرة لها؟..
لأسباب ومبررات عديدة من الضروري فرز الأندية، والتعامل معها ماليًّا وإداريًّا وفنيًّا بما يتناسب مع واقعها. فمن غير المعقول أن تستمر عشرات الأندية شكلاً واسمًا، وتغيب منافسة وأيضًا ممارسة، إضافة إلى أن الكثير منها لديه ألعاب جماعية وفردية بالاسم والكشوفات، في الوقت الذي تكون فيه مشاركتها في المسابقات لمجرد تسجيل الحضور وعدم الانسحاب؛ حتى لا يحرم من الإعانة، وهو أمر مهم، أتمنى أن تأخذه اللجنة بعين الاعتبار، وتدرجه ضمن معاييرها في تقسيم وتصنيف الأندية.
كل الأماني بأن تكون هذه اللجنة واللجان الأخرى قد توصلت إلى نتائج، واتُّخذ بشأنها قرارات نافذة، تخدم شباب الوطن، وتنهض بالرياضة السعودية أفرادًا وأندية ومنتخبات.
اللاعب ضحية نفخه !
كثيرون يرون أن تدهور مستوى اللاعب السعودي، سواء مع ناديه أو المنتخب، هو بسبب عدم انضباطيته والتزامه بقواعد ومتطلبات الاحتراف. وهذا كلام صحيح وملموس على أرض الواقع، لكن في تقديري إن هناك عوامل أخرى، أثرت سلبًا على أدائه، وساهمت إلى حد كبير في قلة اهتمامه بنفسه وتطوير مستواه وتقديم العطاء الذي يوازي ما يتقاضاه من مرتبات عالية وحوافز مغرية ومكافآت سخية، من أبرزها (تدليعه) والمبالغة في مدحه، وغض الطرف عن تجاوزاته من قِبل إعلام وجمهور ناديه..
من البديهي أن يتراجع مستوى اللاعب السعودي طالما أن هناك إعلامًا وجمهورًا دائمًا ما يتفرغ بعد أي إخفاق لشتم الحكم والمدرب والإدارة واتحاد الكرة واللجان والرئاسة العامة لرعاية الشباب، وأن هؤلاء هم من يتحمل المسؤولية كاملة، بينما لا نقد ولا لوم ولا مجرد إشارة للاعب حتى وهو يقدم الأداء الباهت والعطاء المتدني، ويفتقر للروح والحماس والقتالية وقوة الانتماء.. وليس غريبًا أن يكون متماديًا متلاعبًا متهورًا، وأحيانًا عدوانيًّا، في ظل التشجيع والتأييد والدفاع المستميت عنه من إعلاميين متعصبين وجمهور عاطفي..
الأخطر والأسوأ أن هذه الممارسات أثرت على نجوم الكرة السعودية، وأفقدتهم الرغبة والاهتمام والطموح لارتداء شعار المنتخب، نتيجة للتباين الكبير في الأجواء والمعاملة بين المنتخب والنادي؛ فالأخير يقدم لهم كل ما يتمنونه ويحلمون به، من مال ودلال وشهرة وحصانة وإعلاميين يقاتلون ويناضلون ويضحون بأسمائهم وسمعتهم ومهنيتهم من أجلهم، وجمهور يقف معهم يساندهم، ويقطع مئات بل آلاف الأميال لمؤازرتهم ودعمهم والتصدي لكل من تسول له نفسه انتقادهم أو الحديث عنهم بكلمات وآراء لا تروق لهم، ويرونها حربًا معلنة على نجمهم أو نجومهم حينما يرتدون شعار النادي وليس منتخب الوطن..
إذا لم تتغير نظرة الإعلاميين المشجعين والجمهور المسلوبة إرادته تجاه اللاعبين والتعامل معهم مدحًا وذمًّا بحسب عطائهم وخدمتهم لأنفسهم ولأنديتهم وللمنتخب فلا تنتظروا منهم غير الاهتمام بقصاتهم وحساباتهم، وزيادة متابعيهم في التويتر وسناب شات والانستقرام..!