تم توثيق الابتكارات ضمن نظام إنتاج «تويوتا» بشكل ممتاز في المؤلفات الإدارية ومناهج تعليم الأعمال كافة. ومع أنها تناقش عادة ضمن إطار العمليات الصناعية يمكن تطبيقها أيضًا للمسائل المتعلقة بالتفاعل بين الأشخاص.
يشير تعريف مصطلح «جيكودا» الوارد ذكره في نظام إنتاج «تويوتا» إلى أنه «الأتمتة مع لمسة بشرية»؛ وبالتالي، وبدلاً من تجاهل إحدى المشاكل والمضي قدمًا وكأنها لم تحصل، صممت شركة «تويوتا» خطوط تجميع تتوقف متى لزم؛ كي تتم الاستعانة بنظام تفكير أكثر تقدمًا وتعالج مشكلة محتملة قبل أن يُستأنف الإنتاج.
وفيما يأتي طريقة وصف «تويوتا» لتسلسل الأحداث بحسب هذا المفهوم:
- تقوم إحدى الآلات برصد المشكلة وإيصالها.
- يتحول مسار العمل عن الخط الأساسي.
- يتوقف خط الإنتاج.
- يتخلص المدير/ المشرف من سبب المشكلة.
- يتم إدراج تحسينات إلى دفق العمل المعتمد.
- يصبح من الممكن إنتاج سلع بنوعية جيدة.
كي يكون ما سبق ممكنًا لا بد للمؤسسة أن تبدي استعدادها لوقف إنتاجها (بصورة متكررة)، وللوثوق بأن إيقاف الإنتاج هذا لن يؤدي فقط إلى منتجات أفضل، بل أيضًا إلى عمليات أكثر فعالية وربحية.
ومع أننا سنضطر إلى تعديل المصطلحات قليلاً يمكننا تطبيق هذا المفهوم على أي تفاعل بين الأشخاص، بدءًا بحوار بين شخصَيْن، ومرورًا باجتماع كبير بين عدد كبير من الموظفين.
وفيما يأتي كيفية استعمال مفهوم «جيكوتا» على صعيد التفاعل بين الأشخاص:
- يتم تدريب الموظفين على رصد مشاكل التواصل والرد عليها، من وجهة نظر مفاهيمية وعاطفية على حد سواء.
- إن حصلت مشكلة تواصل أخلت بدفق الأفكار المعتاد في سياق التفاعل بين الأشخاص.
- يكتسب أي شخص مشارك في التفاعل الحاصل القدرة على منع تطور الأمور باتجاه تحقيق الهدف المقرر (وقد يكون تنفيذ بند على مدونة الأعمال).
- يُعتبر جميع المشاركين في التفاعل مدعوين للكلام عن مشكلة التواصل الحاصلة.
- يتم تحديد تحسينات التواصل الضرورية وتطبيقها (على المستويين الفردي والجماعي).
- يصبح التوصل إلى تفاعل أفضل في الأشخاص ممكنًا.
تمامًا كما هو الحال في العمليات الصناعية، يتطلب هذا الإجراء من المؤسسة استعدادًا لتقبُّل انقطاع العمل، والوثوق بأن النتيجة ستأتي على شكل منتج أفضل، وتحسن في مستويات الفعالية.
يسهل استيعاب هذا الأمر من وجهة نظر مفاهيمية، لكن الصعوبات تكون دومًا في المرصاد على صعيد الممارسة. وفيما يأتي ثلاث طرق لتطبيق الأفكار السابق ذكرها:
- قم بإرساء معايير تساعد المجموعة على الإقرار بحصول انفعالات، وعلى ضبطها.
- تقبل من أي كان فكرة إيقاف الحديث بهدف تقييم مجرى سير الأمور.
- كن مقرًا بأن هذه المداخلات تأتي بأكبر قدر من الفعالية ضمن ثقافة غنية بالتعليقات.
إن كنا معتادين عدم التمكن من وضع حد للتفاعلات المختلة بهدف إيجاد حل لمشاكل التواصل الكامنة فسنكون مشاركين في استدامة الاجتماعات السيئة والمسرحيات المؤسسية.
(إيد باتيستا -مرشد تنفيذي ومعلم في «ستانفورد غرادويت سكول أوف بيزنس»).