الجزيرة - محمد العثمان:
قالت دراسة أعلنتها جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن تحت عنوان «مدى فاعلية نظم المعلومات المحاسبية في تحقيق الأمان والموثوقية في ظل التجارة الإلكترونية» لأستاذة المحاسبة المساعد في كلية الإدارة والأعمال د. عائدة عثمان عبدالله إن التجارة الإلكترونية كتقنية متطورة أثرت على جميع المجالات المهنية بشكل عام، وعلى مهنتي المحاسبة والتدقيق بشكل خاص، وأنها (التجارة الإلكترونية) تعمل في بيئة فريدة من نوعها؛ إذ إن جميع العمليات التي تتم من خلالها عمليات غير ملموسة الطابع، تفتقر لآلية التوثيق في أغلب مراحلها. وأكدت الدراسة أن الطبيعة غير الملموسة للتجارة الإلكترونية وغياب التوثيق لعملياتها ساهما بشكل مباشر في إيجاد مشكلتين رئيسيتين واجهتا مهنتي المحاسبة والتدقيق، هما آلية التحقق والاعتراف بالإيراد المتولد من عمليات التجارة الإلكترونية، وآلية تخصيص الضرائب على مبيعات وإيرادات عمليات التجارة الإلكترونية. كما بيَّنت الدراسة أن توفير كل من الأمان والموثوقية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إنشاء وتطوير نظام ربط بين نظام الشركة المحاسبي وموقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت، وذلك ضمن سياسات وإجراءات تقنية ومحاسبية، تعتمدها الشركة، ويتم التدقيق عليها من جهة خارجية مؤهلة محاسبيًّا وتكنولوجيًّا.
من جهتها، قالت الدكتورة عائدة عثمان إن أهمية الدراسة تنبع بشكل رئيس من أهمية التجارة الإلكترونية والدور الذي تلعبه في تأهيل الشركات للخوض في عالم العولمة، كما أن إيجاد طريقة أو آلية لحماية النظام المحاسبي لتلك الشركات المستخدمة للإنترنت يشجّع الكثير من الشركات على استخدام التجارة الإلكترونية، وتحقيق عوائد كبيرة تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني في شتى المجالات. وفي حالة التمكُّن من تطوير نموذج الربط بين نظام المعلومات المحاسبي والتجارة الإلكترونية فسنتمكن بطريقة علمية ومدروسة ومنظمة من زيادة حماية النظام المحاسبي لتلك الشركات الراغبة في استخدام التجارة الإلكترونية، ومن ثم الحفاظ على الاقتصاد الوطني من عمالقة الإنترنت وتعزيز ثقة أصحاب المصالح. وبما أن النظام المحاسبي يعد المحور الفقري لأي شركة فإن تقويته وتقويمه سيساهم بشكل كبير في حماية الشركة ونموها بشكل أكثر فاعلية.