سعد الدوسري
قبل أن يصرح ولي ولي العهد برأيه حول التعرفة الجديدة لفواتير المياه، كان البعض يدافعون عنها دفاعاً مستميتاً، ويبررون هذا الدفاع بكونه حماية لمياه الوطن من الهدر، وأنهم بهذا الموقف يحمون مستقبل الأجيال القادمة من الجفاف والتصحر، أي أنهم يحملون على عاتقهم أعباء الوطن وأعباء مستقبله الغامض، الذي يهدده أكثر ما يهدده، أولئك المواطنون الرافضون لقبول التعرفة الجديدة.
هؤلاء، قبل تصريح ولي ولي العهد، يشددون على وجوب قبول المواطن البسيط، الساكن منزلاً محدود المساحة، الفاتورة التي تصله، مهما كانت خيالية، لأن المشكلة ليست في التعرفة، ولكنها فيه؛ في هذا المواطن البسيط، الذي يتسرب الماء من «سيفونه» أو من صنبور مطبخه، في هذا المواطن البسيط الذي لا يفهم كيف يتعامل مع المياه ولا يعرف كيف يقتصد فيها، في هذا المواطن الذي يستخدم المياه كل يوم في تنظيف نفسه وفي إعداد طعامه وفي غسيل ثيابه!
أما بعد تصريح ولي العهد، فالذين لا يزال في وجوههم بقية حياء، صمتوا؛ وهؤلاء قلة قليلة جداً. والغالبية، انقلبوا مئة وثمانين درجة، معتبرين أن شركة المياه تحتاج إلى إعادة صياغة كاملة، وأن ثمة فساداً واضحاً في آليات تحديد التعرفة وحسابها وقراءتها، بل أن بعض الغالبية طالبوا باستقالة جماعية لمسؤولي الوزارة، وذلك لأنها أوقعت القيادة في حرج شديد أمام مواطنيها، في مرحلة حساسة تتطلب تفهماً والتفاتاً من الجميع.
أيها الأدعياء؛ لقد سقطت أوراق تينكم.