يعد الأمير الراحل سعود الفيصل «رجل المهمات الصعبة» و«أمير الدبلوماسية». ووصف بأنه أذكى سياسي في العالم، وشهد له الكثيرون من هم من خارج بلاده، بل أغلبهم من أسماء تاريخية أو كان لها أثرٌ في تاريخ السياسة العالمية بصراحته. ويذكر له العالم خلال أحداث البحرين المؤسفة حين قال في مؤتمر صحفي: إن أي زورق إيراني يدخل المياه الإقليمية لن يرجع إلى إيران.
ومن الأمثلة على صراحته عندما صرح في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك قائلاً: إن سياسة الولايات المتحدة في العراق، تُعمّق الانقسامات الطائفية إلى حد أنها تسلم البلاد فعلياً لإيران. وقال في قلب أمريكا: إنكم تتحدثون الآن عن السُّنة كما لو كانوا كياناً منفصلاً عن الشيعة، الإيرانيون يذهبون إلى المناطق التي تؤمّنها القوات الأمريكية المحتلة ويسلحون الميليشيات التي هناك وهم يحتمون أثناء قيامهم بكل هذا بالقوات البريطانية والأمريكية. وعندما شنت السعودية حملة عسكرية مع دول عربية أخرى ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، قال الفيصل: إننا لسنا دُعاة حرب ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها. ووصف الفيصل الرئيس السوري بشار الأسد بأنه أول رعاة الإرهاب، وأشار إلى أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب. وللفيصل أيضاً رد صريح على رسالة بعثها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال القمة العربية في مارس الماضي. وقال فيه: روسيا سلحت النظام السوري الذي يفتك بشعبه، وهذا النظام فقد شرعيته، وروسيا تتحمل مسؤولية كبيرة في مصاب الشعب السوري. موضحاً أن روسيا تقترح حلولاً سلمية وهي مستمرة بتسليح النظام السوري. وكان بوتين قد قال في رسالته «روسيا تقف إلى جانب الشعوب العربية من دون أي تدخل خارجي، ويجب تسوية الأزمات في سوريا وليبيا واليمن على أسس القانون الدولي».