فجع المجتمع السعودي عامة والقصيم بصفة خاصة ومجتمع عنيزة على وجه الخصوص وخلال أسبوع واحد بفقد شخصيتين لهما باع كبير من حيث المكانة التاريخية والثقافية والمعرفية، كان الأول الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل غفر لله له، وهو الذي سبق أن تحدثت عنه في مقالي المنشور بجريدة الجزيرة يوم الثلاثاء 12 رجب 1437هـ، وفي مساء ذلك اليوم أبلغني الخبير الرياضي الأستاذ إبراهيم التركي ناعيا الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين -رحمه الله-.
والقامتان يلتقيان في تخصص التاريخ أولا وأنهما من مسقط واحد ودوحة واحدة هي محافظة عنيزة التي عشقاها وأحباها حتى الثمالة, لقد رحل الدكتور عبدالله الصالح العثيمين -رحمه الله- بعد معاناة مع المرض الذي أبعده عن ممارسة الحياة وقتا من الزمن حتى وافاه القدر ونعاه الناعون, كنا قبل أقل من شهر من وفاته ننتظر ظهوره على مسرح مركز صالح بن صالح الاجتماعي أحد فروع الجمعية الخيرية في عنيزة يوم 18 جمادى الآخر 1437هـ وهو يوم تكريمه ضمن الشخصيات المكرمة في مهرجان عنيزة الثقافي الخامس فلم يظهر الفقيد وافتقدنا حضوره ولما سألت عنه قالوا إنه يعيش ظروفه الصحية ولم يمضِ شهر على المناسبة حتى جاء خبر نعيه رحمه الله. والدكتور عبدالله العثيمين غفر الله له شقيق العلامة الرباني فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين غفر الله له, ولد الفقيد الدكتور عبدالله العثيمين -رحمه الله- في محافظة عنيزة عام 1355هـ، وتدرج في دراسته حتى حصل على البكالوريوس من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1382هـ، وفي عام 1392هـ حصل على الدكتوراه من جامعة أدنبرة في أسكتلند.
ترك الفقيد -رحمه الله- إرثا ثقافيا ودواوين شعرية أثرت المكتبة العربية بالمعرفة والثقافة ولعل من أشهر مؤلفاته (العلاقة بين الدولة السعودية والكويت) عام 1411هـ (محمد بن عبدالوهاب حياته وفكره) 1412هـ، وله دواوين شعرية أبرزها ديوان عودة الغائب الذي حمل عنوان قصيدته عودة الغائب عند عودته من أسكتلند بعد حصوله على الدكتوراه، قال فيها:
طربت ماذا على المشتاق إن طربا
لما دنت لحظات نحوهن صبا
أرست على مدرج الأمجاد طائرتي
وموعدي مع أحلامي قد اقتربا
لقد تقلد الفقيد الكثير من المواقع والمسئوليات فكان منصب أمين عام جائزة الملك فيصل العالمية الذي تقلده منذ عام 1407هـ من أطول المناصب التي تقلدها مع ما كان يقوم به من أعمال ومناصب ومسئوليات جامعية ومعرفية وثقافية, لقد كان وما زال الفقيد طوال حياته -رحمه الله- محبوبا من الجميع متواضعا مع الكبير والصغير مخلصا في كل عمل يوكل متفانيا في عطائه حريصا كل الحرص بذل أقصي درجات التفاني والإخلاص, رحم الله الفقيد الدكتور عبدالله العثيمين وأسكنه فسيح جناته وألهم أسرته وعارفيه الصبر والسلوان, و إنا لله وإنا إليه راجعون .
- سليمان بن علي النهابي