نادتْ هوى وهِيَ تدري كيفَ تُغوِيني
فذابَ من سِحْرها ما كان يُقصِيني!
وأيْقظتْ كلَّ ذكرى، أشعلتْ فِكَري
بدا لها ما اختفى من سَبْرِ مكنوني
حسْنُ الدُّنى لاح لي من جَذْبِ وقْفَتِها
..ريحانةٌ جَمعَتْ حُلْوَ البساتين
كأنَّها ما دعتْ إلاَّ لتُشْعِلَني
ويفرزَ الوقتُ ما يُصلي به كوني!
قالت وألحاظُها تُشقِي وتُسْعِدُني
ونظرَتي ساعِرٌ يَكوي ويَشفيني
ماذا دهاكَ أحُزْنُ الكُونِ شاءكَ عن
كلِّ الأنامِ؟ ليُضنِيَ من يُسَلِّيني؟
فقلتُ ولألَمُ الأوَّاهُ يَهدمُني
وهاجسُ الأملِ البَسَّامِ يبْنِيني
أمَا ترين دماءَ العُرْبِ جاريةً
من بعْضِهمْ باختلافٍ غيرِ مَسنون؟
صاغ التَّسلُّطُ للتَّحْريشِ أجْنِحةً
من الجفاءِ لِرحلاتٍ بلا لين
فلمْ يَدعْ مُقلةً بالحُبِّ ناعمةً
ولم يدعْ خُطوةً تسعى لتمكين
قالتْ فما الحلُّ قلتُ: الشَّمسُ مُنطَلقٌ
أراه يمضي بلا شكٍّ وتخمين
ما الرَّاسياتُ إذا عَزْمُ الرِّجالِ نخا؟
وما الأسودُ إذا همُّوا بتوطين؟
للعزِّ تبدو قوى الإسعادِ معلنةً
سيرَ السَّواءِ انتصارَ الدِّينِ للدِّين
سيُصبحُ الظُّلمُ أحزاباً مشتَّتةً
بغير أمنٍ وأحزاناً بلا عون
لكي يعيشَ الورى روحَ السَّلام غداً
سيسحقُ الحقُّ هاماتِ الثَّعابين
سيصبح البحرُ بالأخيارٍ منفلقاً
يُنجِي.. ويُغْرِقُ حقَّاً رَكْبَ فرعونِ
إنِّي أرى الحاضرَ المجروحَ يركضُ في
دربٍ مضى فيه مشفى كلِّ محزون
فيه التَّضامنُ موصولٌ وقافلةٌ
من الوفاءِ وزحفٌ لِلميامين
يسعون للخير آراباً منزَّهةً
وللمعاركِ – شوقاً- كالمجانين
الموتُ في عُرْفِهمْ نِعْمَ الحياةُ فإنْ
فازوا أحالوا دروبَ الشِّين للزِّين
يا دمعةً ذرَفتْ يا أرْمَلاً فُجِعتْ
يا أسرةً شُرِّدتْ يا آهَ مِسْكين
للبغيِ حدٌّ فبشراكمْ بمُنْتَصِفٍ
يُنهي الظَّلامَ ويَنفي وِزْرَ مأفون
ذي قار عائدةٌ يا أمَّةً نسِيَتْ
حيناً تهاوتْ تلافِي هِمَّةَ الحينِ
فقادسيُّو يومِ الفوز نحسِبُهم
كدائنٍ في غدٍ يمضي لمديون
دماءُ أمْسٍ ستجري في دماءِ غدٍ
ما أجملَ الحسَّ يجري في شراييني!
سيَرْجَعُ الغابرُ المعشوقُ مفتخراً
بحاضرٍ مُنْجِزٍ في كلِّ مضمون
بالدِّين والعِلْم آفاقُ البناءِ عَلتْ
أوجَ المَهاراتِ في شتَّى الميادينِ
وجحفلٌ يمتطي سرْجَ الإباءِ ،على
أعلامِه جملةٌ أغفو فتُحيني
يسمو بها الضَّعفُ إعزازاً ومفخرةً
وتُفْحِمُ الجورَ ذُلاًّ للسَّلاطين
كمْ أمَّةٍ شيَّدتْ كمْ أمَّةٍ هدَّمَتْ
فالنَّصرُ من نبْضِها لا بالملايين
ما أعذبَ الضُّوءَ يسعى في النُّفوسِ وما
أجلَّها مُخْلِصَاتِ الفِاءِ والعينِ!
يسعى بها الحَزْمُ آمالاً مُناصِرةً
حقَّاً ومُسْعدةً دنيا بلا سينِ
يا عابدي صَنَمِ الأشرَارِ حَسْبُكمُ
أنْ تشهدوا القادمَ المأمورَ فوزيْن
ملامِحُ النَّصْرِ لا تُخفَى على أحدٍ
إلاَّ على مُطْمَسٍ قلْباً وعينيْنِ
فلن تضرَّ أكاذيبٌ ملفَّقةٌ
بأساً لأبطالنا بالفخر يسقيني
للمينِ قومٌ أباحوا كلَّ مُهلِكةٍ
أقلُّ إجرامِهمْ [تأشيرةُ] المينِ
يا موقظَ الحَزْمِ بركاناً غداً سيرى
أعداؤنا إنْ طغوا عُنْفَ البراكين
فَخْرُ العروبةِ أنَّا لا نخونُ يداً
مدَّتْ ونفخرُ أنْ لَمَّتْ رؤى البون
من يطلبِ السِّلمَ يلقَ الضُّوءَ مُبتسماً
ومنْ يعادِ يجدْ حدَّ السَّكاكين
ما أعظمَ الحبَّ للألبابِ يجمعُها
قلبَاً وما أسْعَدَ المَمْشى بنورينَ!!
يكفي بنو العرْبِ أنَّ المصطفى رَجُلٌ
منهمْ وهذا مَعَ الإسلامِ يكفيني
- منصور بن محمد دماس مذكور - 1437/5/29هـ
dammasmm@gmail.com