التقاء فريقي الشرعية اليمنية والانقلابيين منتصف الشهر الجاري في الكويت لعقد جلسة مشاورات جديدة هي الثالثة من نوعها بين الفريقين ، يعد حدث بالغ الأهمية ويتابعه اليمنيون باهتمام كبير، غير أن لقاء الكويت يختلف عن اللقاءات السابقة التى عقدت في جنيف، على اعتبار أن عقد هذا اللقاء يأتي وفق معطيات جديدة أهمها موافقة الحوثيين على تطبيق القرار 2216 ، ودخولهم في مباحثات مباشرة مع المملكة العربية السعودية بعد ان اتفقا على تهدئة في الحدود أفضت إلى صفقات لتبادل الأسرى.
مشاورات الكويت تأتي في وقت تمكنت فيه قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية وبمساندة التحالف العربي من تحرير 90% من الأراضي اليمنية، وتحقيق انتصارات متتالية تبشر بقرب موعد النصر وإنهاء الانقلاب، ومع ذلك تحرص الحكومة الشرعية على إنهاء الحرب ووقف القتال ووقف نزيف الدم اليمني من خلال إحلال السلام إذ حرصت رغم تعنت الانقلابيين وخرقهم المتواصل للهدنة على أن تمد يدها للسلام لإنهاء معانات الناس في مختلف المحافظات اليمنية، وتنعقد مشاورات الكويت أيضا في وقت حقق فيه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية نجاحاً كبيراً في إفشال المشروع الصفوي الفارسي الذي أرادت إيران أن ترسم خارطته وتنطلق في تنفيذه من أرض اليمن ، فكان التحالف له بالمرصاد ونجح في إفشاله وإعادة اليمن الى الحضن العربي بعد أن كادت إيران أن تنجح في فرض هيمنتها عليه والانطلاق من خلاله لتنفيذ مخططاتها الشيطانية في المنطقة.
مشاورات الكويت باتت تمثل بارقة أمل لليمنيين لتحقيق اتفاق سياسي يمهد لسلام شامل في اليمن وإنهاء الحرب والانقلاب، وخاصة أن عاصفة الحزم قد نجحت على مدى عام في تحقيق أهدافها وفرضت واقعاً جديداً غير ما أراده الانقلابيون، ومن هذا المنطلق ولإدامة عملية السلام ولكي يكون السلام شامل وحقيقي ينبغى أن تتوفر الضمانات اللازمة لعدم العودة بالوضع إلى ما كان عليه خلال الفترة الماضية، عندما انقلبت الميليشيا على الشرعية وعبثت بمقدرات الوطن وأمنه واستقراره .
إن متطلبات تحقيق السلام في اليمن ينبغى أن تُؤخذ بعين الاهتمام من قبل رعاة السلام وقيادة التحالف العربي التي أعلنت أنها لن تتراجع حتى يعود الاستقرار والسلام والوئام لليمن تحت قيادة الحكومة الشرعية، وذلك بما يضمن تحقيق سلام شامل ودائم في ربوع اليمن السعيد.
ان انهاء التمرد والانقلاب وانسحاب الميليشيا من المدن وتسليم السلاح للحكومة الشرعية وإطلاق سراح المعتقلين واستعادة الدولة ومؤسساتها من الانقلابيين والانصياع التام للشرعية الدستورية هي منطلقات رئيسية ومتطلبات لابد منها لتحقيق سلام شامل ودائم في اليمن .
اليمنيين هذه الأيام يتطلعون بأمل كبير إلى ما سيسفر عنه لقاء الكويت لإنهاء الانقلاب وإحلال السلام والوئام وأن يعم الأمن والأمان مجددا في ربوع لتعود الحياة إلى طبيعتها وتنتهي معانات الناس التى استمرت لأكثر من عام.
- بشير عبدالله
Yaljazeera@gmail.com