تزعم معظم الشركات أنّها تدعم جهود ريادة المشاريع داخل جدرانها – لكنّها في الواقع تغضّ النظر عن متابعة هذه المشاريع.
ويقول فيجاي أناند، نائب رئيس شركة «إنتويت» الأميركية المنتجة لبرمجيات ماليّة،إنّ الشركات عادة تكون مبرمجة على هذا النحو، مؤكّداً أنّ»المؤسسات الكبرى تركّز اهتمامها على إدارة الأعمال والتحكّم باستمراريّة الشركة. وهو ليس دوماً بالأمر السيّئ لكنّه قلّما يترك فسحة لاستكشاف طرق عمل جديدة».
وفي ما يلي المنهجية التي تعتمدها «إنتويت» لزيادة فسحة الاستكشاف هذه:
احرص على جعل الاختبار الأوّل سهلاً. كلّما خطرت فكرةلأحد موظّفي «إنتويت»، تمّ تشجيعه على إنشاء نموذج نمطي واختباره –على عميل واحد فقط.
ومثالاً على ذلك،لاحظ أحد موظّفي «إنتويت» في بنغالور الهنديّة أنّه كان يتعذّر على مندوبي المبيعات في الريف تعقّب أرقام مبيعاتهم، بسبب اعتمادهم على ذاكرتهم لتدوين الأسعار، وكتابتهما لفواتير باليد. ولم يملكأيّ من مندوبي المبيعات المذكورين جهاز كومبيوتر أو آلة تسجيل مدفوعات نقديّة مع ميزات محاسبة، لكنّ جميعهم تقريباً حملوا هواتف ذكيّة. وبالتالي، تمثّل الحلّالي قدّمه أحد موظّفي «إنتويت» بإطلاق تطبيق يجمع بين المحاسبة في نقطة البيع، وإدارة الجردات، وطباعة الإيصالات. وفي أقل من أسبوع، تسنّى له، بالتعاون مع فريق عمله، استحداث نموذج نمطيّ نموذجاً واختباره، علماً بأنّ أوّل عملائهم كان مقهى «إنتويت» في بنغالور. وقد حقّق التطبيق نجاحاً ملفتاً.
نظّم الوقت غير المنظّم. تشجّع «إنتويت» موظّفيها على استغلال نسبة مئويّة من وقتهم لتطوير مشاريع جانبيّة ذات صلة. ومن بين المنهجيات المستعمَلة لتكريس الوقت لنشاط مكثّف تنظيم دورة «هاكاثون»، تتنافس فيها فرق من المطوّرين على معالجة تحدّيات تعكس استراتيجيّة الشركة.
قدّم الدعم ولا تفرض سيطرتك. في شركة «إنتويت»،يعود القرار حول ما إذا كان ينبغي وضع حدّ لمشروع أو نموذج نمطيّ محدّد إلى طرف راعٍ فرديّ ليس بالضرورة من أرباب العمل. وإذا ما قرّر الطرف الراعي التراجع، تمّ تشجيعه على تحوير اهتمامه إلى حلّ بديل محتمَل، (في ما اعتبره سكوت كوك، مؤسس «إنتويت»، «الوقوع في غرام المشكلة بدلاً من الحل»).
قيّم «العائد على الذكاء». وهو أشبه بالعائد على الاستثمار. والواقع أنّ كلّ فكرة تمّ اختبارها مع العملاء تساعد على تعديل الحل. وعلى سبيل المثال، تعمل تكنولوجيا «لاب إكس» المتطوّرة لدى «غوغل»، وتكنولوجيا «دبلو بي بي» لدى «غراي غروب» في نيويورك، على مكافأة الموظّفين على حالات الفشل التي يتعلّمون منها دروساً.
ابحث عن الدعم لدى أطراف معنيّين. توظّف «إنتويت» مرشدين يقتصر عملهم على تشجيع الابتكار. وبالتالي، يمضي متطوّعون سبق أن خضعوا للتدريب 10% من وقتهم على توجيه موظّفين آخرين للاستعانة بمبادئ التصميم، وذلك بهدف استحداث منتجات. إلى ذلك، يكافأ المدراء على دعم الجهود في مجال ريادة المشاريع.
بقلم: سيمون أهوجا - مؤسِّسة شركة «بلاد أورانج» للاستشارات حول الابتكار والاستراتيجية.