الجزيرة - الرياض:
أنهى وزراء الدول المنتجة للنفط في «أوبك» وخارجها محادثات الدوحة أمس دون اتفاق، وأكد وزير النفط القطري أن وزراء الدول المنتجة في «أوبك» وخارجها يحتاجون حتى منتصف العام لإجراء مزيد من النقاشات بشأن الإنتاج. وأضاف أن إشراك كل أعضاء «أوبك» سيساعد على التوصل إلى اتفاق على تجميد الإنتاج.
وفي الوقت الذي أسفر فيه اجتماع الدوحة عن التزام جميع دول أوبك بتجميد مستويات الإنتاج إلى مستويات يناير 2016 إلى حين تكرار الاجتماع لكبار المنتجين ودول أوبك المقرر عقده في روسيا أكتوبر المقبل، بهدف مراجعة ما إذا تم إحراز تقدم في انتعاش سوق النفط، وبالتالي يترقب الجميع سريان هذا القرار في حال تقيد جميع الدول بما فيها إيران التي لم تشارك في هذا الاجتماع. مع مخرجات اجتماع أمس بالدوحة فإن الآراء تتفاوت حول مدى نجاح الاجتماع بتحقيق الأهداف المرجوة منه، وهي تقليل التخمة في سوق النفط العالمي، وذلك بتثبيت إنتاج النفط عند مستويات يناير 2016 وصولاً إلى تحقيق توازن في العرض والطلب، وللمساهمة بالتالي لتحسين الأسعار التي سجلت انخفاضات حادة أدت إلى خسارة حوالي 60% من القيمة السوقية لبرميل النفط مقارنة بالفترة الزمنية نفسها في العام 2014. وتعليقاً على ذلك قال رئيس مركز استشارات الجدوى الاقتصادية الدكتور محمد محمود شمس لـ»الجزيرة» إن أوبك لم يعد لديها تأثير بأسواق النفط العالمي بسبب تغير التركيبة الاقتصادية لإجمالي العرض والطلب بالأسواق العالمية، فالولايات المتحدة تنتج حالياً 9 ملايين برميل يومياً وتصدر 4 ملايين من منتجات النفط و200 ألف برميل يومياً من النفط الخام، ليس هذا وحسب بل انخفضت وارداتها من النفط حيث أصبحت في أبريل 2016م 7.8 مليون برميل يومياً بدلاً من10 ملايين برميل يومياً في 2010. لذك فهي سبب رئيس في تغيير التركيبة الاقتصادية لأسواق النفط ونافست دول أوبك.
وأضاف شمس: أوبك خفضت إنتاجها بنحو 2.2 مليون برميل يومياً في 2008م لكن لم تستجب الأسعار بل ارتفعت إلى 147 دولار للبرميل بسبب انخفاض أسعار الفائدة إلى 2% وليس العرض والطلب. وتابع: إيران تود أن تمضي بإنتاجها بغض النظر عن أي قرار يصدر لتصل بالإنتاج إلى 4 ملايين برميل. وتطرق شمس إلى سيناريوهات الوضع العام قائلاً: أي انخفاض في إنتاج المملكة ستنتجه دولة أخرى على حساب انتاجنا، لذلك فإن الموقف واضح وقوي للنهج السعودي الذي أكده سمو ولي ولي العهد المتضمن عدم التفريط في إنتاجنا لتستفيد منه دولة أخرى.
مبيناً أن أسواق النفط العالمية مصابة بتضخم في العرض وانخفاض في الطلب بسبب انخفاض النمو الاقتصادي في دول مهمة مثل الصين واليابان الأمر الذي أسهم بانخفاض الأسعار. وكان تقرير قد أشار إلى أن إنتاج أوبك سجل مستويات قياسية، حيث بلغ 33.4 مليون برميل يومياً، حتى مع استبعاد إنتاج إندونيسيا، كما أن إنتاج روسيا هو الآخر سجل مستويات قياسية. لذلك، فحتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فإنه سيبقي على الوفرة في أسواق النفط التي هي السبب الرئيس لانخفاض الأسعار، خصوصاً أن التجميد لن ينطبق على صادرات النفط الخام.