د.عبدالعزيز العمر
كنت قد كتبت في الأسبوع الماضي مقالة بعنوان (أغلقوا المدارس)، وكنت في ذلك المقال أشير إلى العدو العسكري للمدرسة الدكتور إيفان اليتش، وأشرت في ذلك المقال إلى أن المدرسة بصورتها الحالية معزولة عن واقعها، ولا تثري الخيال والإبداع، ولا تنمي التفكير، ولا تخاطب القلب.. والأسوأ من كل ذلك أنها لا تعترف بأن كل طفل يختزن بداخله منجمًا من القدرات والإمكانات، فضلاً عن أن تعمل المدرسة على استخراج كل تلك الطاقة والقوى الابتكارية التي يختزنها الطالب. لكن كل ذلك لم يكن ليثني أي مجتمع عن التوسع في فتح المدارس؛ فهناك نماذج لمدارس مميزة، ونوعية ظهرت تحديدًا في بعض دول شمال أوروبا وبعض دول شرق آسيا، قادت مجتمعاتها نحو تنمية غير مسبوقة. يقول تربوي مرموق «إن فتح مدرسة يمكن أن يؤدي إلى إغلاق سجن»، بل إن هناك دراسة بحثية أظهرت أن الناس الأكثر احتمالاً لدخول السجن هم أولئك الذين ليس لهم حظ في التعليم، أو أنهم تركوا المدرسة دون أن يُكملوا تعليمهم الأساسي.
لكن لا بد من القول إن ظهور مدارس متميزة لا يضمن بمفرده للمجتمع تنمية متميزة؛ فطلاب الولايات المتحدة الأمريكية لم يحققوا إنجازًا يُذكر في المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات، لكنهم يعوضون ذلك بدعم وتشجيع الباحثين واستقطاب المبدعين من كل مكان، وباحترام كرامة الفرد وحريته والإيمان بقيمته، ونشر قيم العدالة والمساواة.