د.عبدالعزيز العمر
نحن التربويون ومن ورائنا صناع القرار الإداري التربوي في بلادي مدينون اليوم باعتذار شديد لجيلنا القادم. نعتذر لك جيلنا القادم لكوننا قد اقترفنا بحقك أخطاء تربوية جسيمة، فنحن لم نعمل على إعدادك وتأهيلك لتواجه في المستقبل عالما مختلفاً تماماً عن عالمك الحالي.. ربما سوف تكتشف مستقبلاً أنك لا تملك من المهارات ما يجعلك قادراً على العيش بفاعلية في عالمك الجديد.
نعتذر إليك جيلنا القادم لأنك قد لا تجد لديك من المعرفة ومهارات التفكير ما يعينك على أن تكون منتجاً ومكتشفاً لغموض وأسرار الواقع المعقد الذي سوف تعيشه عندما تكبر. يا جيلنا القادم، المستقبل الذي ينتظرك سيتطلب منك حتماً مهارات وعادات عقلية ومنهجية تفكير مختلفة عما عودناك عليه، وبالتالي فلدينا شك كبير في أننا نجحنا في إعدادك لتواجه متطللبات ذلك المستقبل. نعتذر إليك جيلنا القادم لأننا لم نعودك على الاستقلال والاعتماد على الذات، بل عودناك أن تكون مستهلكاً تنتظر الدعم والتوجيه يأتيك من الآخرين.
نعتذر اليك جيلنا القادم لأننا لم نعلمك كيف تمارس التفكير لتتمكن من فرز ما هو خرافة عن ما هو حقيقية، وبالتالي فسوف تختلط عليك الأمور مستقبلاً،.. نعتذر إليك جيلنا القادم لأننا سنورثك بيئة قمنا نحن بتدميرها تلويثاً واستهلاكاً جائراً لمصادرها. نعتذر إليك جيلنا القادم لأننا زودناك بمعرفة هشة لن تفيدك في فهم الواقع الذي سوف تعيشه مستقبلاً، نعتذر إليك جيلنا القادم لأننا عودناك أن نأتي بالمعرفة إليك لا أن تبحث عنها أنت بنفسك، وهو ما سيجلب لك مستقبلاً الكثير من المصاعب.