د.عبدالعزيز العمر
يبدو أننا نعيش هذه الأيام المناخ التعليمي الذي كان سائداً في عام 1416، عندما كان معالي المرحوم الدكتور الرشيد في بداية مواجهاته الجادة لكي يمرر رؤيته الإصلاحية التعليمية. الذي أعادنا إلى أجواء عام 1416 هو معالي وزير التعليم الدكتور - العيسى، عندما نشر مقالاً بعنوان تعليمنا إلى أين، وهو نفس عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور - الرشيد قبل عشرين عاماً. هل هذا يعني أننا وبعد مضي عشرين عاماً لا زلنا نبحث عن الوجهة التعليمية الصحيحة التي يجب أن يسلكها تعليمنا؟. هل هذا يعني أننا كنا خلال العقدين الماضيين في حالة تيه تعليمي؟ وإذا صح أننا كنا في حالة تيه تعليمي ألا يجب أن نكون عندئذ قلقين على مردود تلك المبالغ الخرافية التي صرفناها على تعليمنا خلال فترة التيه تلك. دعونا لا نبكي على الحليب المسكوب، دعونا نبحث عن المؤشرات التي سوف تطمئننا على صحة مسارنا التعليمي. هناك مؤشران أساسيان يجب أن نعود إليهما باستمرار لنطمئن على صحة اتجاهنا التعليمي: الأول يقتضي أن نحاكم جودة جهود قياداتنا التعليمية، بدءاً من الوزير وانتهاءً بالمعلم، في ضوء ما تؤدي إليه جهودنا التعليمية التطويرية من تحسن نوعي ملاحظ في إنجازات طلابنا التعليمية، أما المؤشر الثاني فيقتضى أن نعدل جميع سياساتنا وقراراتنا وممارساتنا التعليمية لنعطي المدرسة وما يجري فيها الدور الأعظم والمساحة الأكبر لكي تقدم لأبنائنا تعليماً نوعياً حقيقياً، فالتعليم الحقيقي كما هو معلوم يتم تقريره وحسمه عند عتبة باب المدرسة وليس عند عتبة باب الوزير.