د. أحمد الفراج
سيكون الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ضيفاً على المملكة العربية السعودية، وسوف يعقد لقاءً بخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ويحضر قمة مجلس التعاون الخليجي، ولا شك أن زيارته هامة للغاية، وتأتي في وقت حرج وحساس لمنطقتنا الملتهبة على الدوام، خصوصاً مع بدايات الانفراج في أزمة سوريا، ومواجهة تنظيم داعش، وقضايا المنطقة الملتهبة الأخرى، وقد كانت المملكة دوماً رقماً صعباً في معادلات قضايا المنطقة، ومع أن هناك حديثاً طويلاً عن فتور في العلاقات، بين الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة، إلا أن هذا تسطيح شديد للأمر، فالسياسات الأمريكية ترسم لسنوات مقبلة، وهي سياسات إستراتيجية، تراعي مصالح أمريكا العليا، ومصالح حلفائها التقليديين، وتُعتبر المملكة أحد أهم الحلفاء التقليديين لأمريكا، وثمة نقطة بالغة الأهمية، وهي أن القرار الأمريكي لا يتخذه الرئيس لوحده، فالرئيس يُعتبر جزءاً من صناعة القرار الأمريكي، ويشاركه بذلك الكونجرس، مع عدم إغفال دور لوبيات المصالح، خصوصاً ما يتعلق بالسياسات الخارجية للولايات المتحدة.
لنتذكر أن الرئيس باراك أوباما، والذي كثُر الحديث في عهده عن فتور العلاقات مع المملكة، هو ذات الرئيس الذي يكرر دوماً أهمية دور المملكة بالنسبة للولايات المتحدة، وقد أكد الرئيس أوباما على ذلك أثناء لقائه بخادم الحرمين الشريفين في واشنطن، العام الماضي، ولعلكم تذكرون زيارة الرئيس أوباما للمملكة، بُعيد رحيل خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، يرحمه الله، والتي جاءت لتهنئة سلفه، الملك سلمان بن عبد العزيز، يحفظه الله، وهي الزيارة الكبرى، التي صحب فيها الرئيس أوباما مجموعة كبيرة من أبرز الساسة الأمريكيين، من الجمهوريين والديمقراطيين، والذين عملوا في الإدارات الأمريكية المتعاقبة، على مدى العقود الخمسة الماضية، وهي زيارة لها مغزى كبير، بخصوص العلاقات التاريخية بين البلدين، والتي لا تزال قوية وراسخة، وستظل كذلك، وذلك نظراً لدور المملكة المحوري في كل قضايا المنطقة.
من المتوقع أن تشهد زيارة الرئيس أوباما للرياض زخماً كبيراً، إذ سيتم الحديث عن كثير من القضايا العالقة، والتي سيكون دور المملكة في حلحلتها مهماً ومحورياً، ومنها موضوع اليمن، والموضوع السوري، والذي تشير كل القراءات إلى أن هناك اتفاقاً عالمياً لوضع حد له، وكذلك الوضع في العراق، ومجابهة بؤر التطرف، وتحديداً تنظيم داعش، ودائماً ما يؤكد الأمريكيون على دور المملكة المحوري في معالجة قضايا المنطقة، وذلك لأهميتها الدينية، والسياسية، والاقتصادية، والعسكرية، ومن يتابع وسائل الإعلام الغربية مؤخراً يلحظ ذلك بكل وضوح، فلنتابع هذه الزيارة، ولنتابع ما يعقبها من نتائج.