فاطمة العتيبي
«إن الانفعالات والتفكير أمران مترابطان معاً على نحو وثيق، والفصل بينهما يمكن أن تنتج منه نتائج مفجعة».
إدارة الانفعالات بشكل جيد تنتج قراراً جيداً، حين ننفعل أي تكتظ دواخلنا بالمشاعر، التي قد تظهر وقد لا تظهر، لكنها تمور مثل بركان يتوق للانفجار، علينا أن ندرك أن هذا علمياً جيد، فالذين لا ينفعلون هم مصابون بمرض القشرة المخية الأمامية وهؤلاء فاشلون جداً في اتخاذ القرارات الجيدة لأن الذين لا ينفعلون هم لا يحسون، ولذلك هم لا يحسون بمشاعر الناس، ومن ثم فإن قراراتهم متكلسة وفاشلة لأنها لا تبحث عما يسعد الناس ولا تفكر في ردات أفعالهم أو غضبهم.
ومن أهم سمات متخذي القرارات الجيدين هم الذين يتمتعون بالذكاء التحليلي، وحسب مجلة Scientific American يناير - فبراير2006 - ذلك أنهم يمتلكون القدرة على توقع سيناريوهات عديدة تبعاً لربط الأحداث بالشخصيات والمتغيرات والتنبؤ بما هو آتٍ بناء على حدس علمي مبرر.
التجارب الوجدانية تصنع الذكاءات التحليلية، فالاحتفاء بكل ما هو إنساني داخلك والتعامل معه على أنه بؤرة مشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية فإنها في المجمل تحتاج منك إلى حالة صمت وتأمل ثم احتواء ثم إعادة نظر.
عليك أن تحوّل المشاعر السلبية ولا تخمدها، لا بد أن التجارب تجعلك أكثر ذكاءً في معرفة أن كل مشاعرنا مهما كانت سالباً أو موجباً هي موجة كهربائية تأخذ وقتها وتمر، لذا يُقال إن الأربع والعشرين ساعة الأولى مهمة جداً في إدارتك لمشاعرك، تماماً مثل حدوث جلطة في الجسم أو ذبحة صدرية، اليوم الأول هو المهم.
لذا حين تمور انفعالاتك عليك أن تديرها بشكل احترافي، اجلس مع من تحبهم وتشعر معهم بالأمان ولا تفعل أي شيء إلا وأنت راغب فيه تماماً، ركّز على مشاعرك وتطورها وإلى أين تتجه، ستجد نفسك أنك تفكر وتبسط الخيارات وتتخذ القرارات الصحيحة.
تطبيق لائحة أو نظام في حالة ما لا يُعد اتخاذ قرار!
القرار يكون في أمر لك الخيار أن تتخذه أو لا تتخذه، وأن تختار خياراً بين خيارات مطروحة، اختيارك لأحدها يترتب عليه مسئولية تحمُّل نتيجة القرار مهما كانت، ويترتب عليه آليات وتنظيمات ومسارات لتنفيذه فهو يمثّل تحولاً في حياتك إذا كان القرار شخصياً ويمثّل تحولاً للناس إذا هو متعلق بشأن يخصهم، وفي كلا الحالتين كن ممن يهتمون بالذكاء التحليلي وإدارة الانفعالات، وإذا لم تكن منهم تنحى عن شؤون الناس واستعن بصديق ليدير شؤونك الخاصة بدلاً عنك.