علي الخزيم
قال ابنُ تَيميَّةَ- رَحِمَهُ اللهُ- في بَيانِ عَقِيدَتِهِ السَّلفيَّة، قصيدته اللامية ومطلعها:
يَا سَائِلِي عَنْ مَذْهَبِي وَعَقِيدَتِي
رُزِقَ الْهُدَى مَنْ ِللْهِدَايَةِ يَسْأَلُ
والحديث هنا لا علاقة له بالمنحى العقدي، إنما هو تربوي بالمقام الأول إذ إن الطفلة ذات الثلاث سنوات بروضة للأطفال بمدرسة لا تتبع وزارة التعليم، تقدمت لوالدها بطلبها (شراء اللامية)! فوجهها الى والدتها لعلها اعرف بمتطلبات الأطفال، فأوضحت لوالدها أنها (أنشودة) ستحفظها لتلقيها بحفل ستقيمه الروضة لاحقاً، وأبرزت لهما ما كتبته معلمتها بكراستها عن اللامية ووجوب الحفظ والإلقاء والّا سَتُحرم التلميذة من الحفل، وبالكراسة جملة مطالب (هل تعلم بها إدارة المدرسة)؟ بينها ملابس محددة بألوان معتمدة ربما من محل مخصوص، وملحقات إضافية من ورد وبالونات وزخارف، ثم الأهم هو التلميح لوالدة الطفلة بأنه من اللايق ان تَحْضُر الأم وبين يديها ما تيسرمن حلويات ومعجنات و(ترامس) الشاي والقهوة لأن المدرسة مشغولة بالإعداد للحفل، ومن لطف الأمهات ووليات الأمر أن يتنبهن لمكونات الضيافة وكل ذلك على حساب الأسرة، وما على المدارس الا اقتراح الحفلات والمناسبات، وعلى الأهالي تحمّل التكاليف، ولاسيما الحلويات والكعكات فمجهود المعلمات يحتاج لغذاء تشتهيه النفس، يقول والد الطفلة: إنه رغم محدودية دخله اضطر لتسجيل ابنته بهذه الروضة لقربها من المنزل ولم يَقْلَق من التكاليف المادية بقدر قلقه من أمور تنتاب الطفلة بين فترة وأخرى، من ذلكم إنه ووالدتها لاحظا القلق يتزايد عند ابنته ووجدها إحدى الليالي في فراشها لم تنم وترتجف قليلاً، وبمناقشتها بلطف وحنان، أفادت أنها خائفة من ابليس! لماذا وكيف أيتها الحبيبة؟ قالت: إنه يجلس تحت اظافري كما تقول المعلمة، وأن من يمشي مع إبليس عليه ذنب والمذنب مُخَلّد بالنار، وهكذا سردت لوالديها جملة من الأفكار التي شُحِن بها فكرها وعقلها وكل مشاعرها وأحاسيسها، عرف الآن لماذا قصيدة ابن تيمية، اذاً هو (توجه فكري) من لدن بعض المعلمات أو لنقل إدارة المدرسة (وربما) بمساعدة وتوجيه من أشخاص وجماعات تفتح وترعى مثل هذه المدارس بزعم انها لدعم الأعمال الخيرية، وقد يكون هذ المبرر لرفع الرسوم، كيف لطفلة بهذا السن أن تحفظ اللامية وما الغرض من إقحام الصغيرات بهذه المعاني الفكرية المتعمقة، وتلقينهن عدم فائدة وجدوى المدارس العمومية النظامية وأن الخير والمستقبل يبدأ من هنا؟! فهذا ما قال عنه والدها إنه أثار عنده علامات استفهام كثيرة، جعلته يتابع تصرفات صغيرته وأفكارها فوجد ما يخاف منه على الطفلة البريئة، من عدم توفالإمكانات والبيئة المساعدة على العملية التعليمية، وتقديم الترهيب على الترغيب مثل: الذّنْب يُخلّد صاحبه بالنار، والتشدد الزائد مما يطرح تساؤلات عند الأطفال تسبق أعمارهم، والتعامل مع الصغار بأسلوب الكتاتيب وتلقين المعلومة مع ترسيخ المفاهيم (الشخصية المتشددة) دون أي توضيحات تناسب الأعمار كسكن الشيطان تحت الأظافر.
مما رواه والد الطفلة يبدو ان هناك من يعمل (بقصد أو جهل) لتضليل فكر الأجيال فانتبهوا.