أحمد بن عبدالرحمن الجبير
الاتصال والعمل الميداني يظلان واحداً من أبرز الإنجازات والأدوار لصنّاع القرار، والتي يكتشفون من خلالها بأن الإدارة ليست فقط برامج ومنشآت، وإنما أيضاً علاقة اتصال بين المواطن والمسؤول، وهي علاقة متبادلة، حيث يكون حضور المسؤول، لبعض المدن والمحافظات، تشريفاً وتكريماً لها ولأهلها، وأيضاً جزءاً من مسؤولية الاطلاع على واقع الخدمات المقدمة لهذه المحافظات.
وعليه فإن الزيارة التي قام بها سمو أمير منطقة الرياض لمحافظة المجمعة، تعكس تفكير سموه في الاتصال والمتابعة، حيث قام سموه بمتابعة جميع المشاريع المخصصة للمحافظة، والمراكز التابعة لها، ووجه بتذليل كل العقبات، والصعاب أمام جميع مشاريع المحافظة حتى رأت النور وأصبح الحلم حقيقة، ويأتي اهتمام سموه تواصلًا مع السياسة الحكيمة للدولة التي تسعى دائمًا إلى تنمية جميع محافظات المملكة.
خلال الزيارة اجتمع أمير منطقة الرياض بسمو محافظ المجمعة، ورؤساء مراكز المحافظة، وأعضاء المجلس المحلي، واستقبل المواطنين، وشرف حفل الأهالي، وزار جامعة المجمعة، ومواقع أخرى حيث وضع سموه رؤية مستقبلية لمحافظة المجمعة، ومتابعة مستمرة لمشروعات التنمية الحالية والمستقبلية، والعمل على تطوير قطاع التنمية والاقتصاد، لتكون محافظة المجمعة وجهة للاقتصاد والثقافة.
والأمير فيصل بن بندر متعدد الخبرات والثقافات، ويمزج بين الإداري الناجح، والسياسي المحنك ولهذا تجده يحث الجميع على الإنجاز، والمتابعة المستمرة، ويراعي ظروف الوطن والمواطن وينتهج سياسة الباب المفتوح مع المواطنين للاطلاع على احتياجاتهم عن قُرب، والعمل على حلها بأسرع وقت ممكن، وهو أيضاً المتابع لشئون منطقة الرياض، ومشروعاتها ورموزها ونخبها ومجتمعها.
والمجمعة قديماً مدينة حيوية وإستراتيجية، وتقع في وسط بلادنا بين الرياض والقصيم، وحفر الباطن على مفترق مثلث الطريق الدولي، ولقد اشتهرت بزراعة وإنتاج التمور، والحبوب والخضار والأعلاف والبطيخ بأنواعها منذ القدم، حيث كانت تصدر المنتجات الزراعية، وبخاصة التمور إلى المناطق المجاورة، وبالذات الكويت ودول الخليج، وكانت ممراً لتجارة تلك الدول، وجعلت القوافل التجارية المجمعة مركزاً لها في ذلك الوقت.
والآن محافظة المجمعة تُعد من أعرق المحافظات لموقعها الإستراتيجي، وتُعتبر من أبرز المراكز الاقتصادية في المملكة مما جعلها تساهم في الناتج المحلي بدعم من مدينة سدير الصناعية وجامعة المجمعة، ومحطة القطار والمطار المحلي والمشاريع الأخرى، حيث تحظى المحافظة بمقومات تكمن في الإدارة، والتجارة والصناعة، والزراعة والثقافة، ومواردها التراثية والجيولوجية مما أهّلها إلى دعم التنمية المستدامة في المملكة.
وحظيت محافظة المجمعة بإقامة مشاريع عظيمة، بالتعاون مع جامعة المجمعة والكليات التقنية التابعة لها، والغرفة التجارية والقطاع الخاص والجهات الأخرى ذات العلاقة، والتي ركزوا فيها على إيجاد آليات لتنمية البحوث والدراسات، وتوسيع قاعدة التدريب لسد احتياجات المحافظة من الأيدي العاملة الوطنية، وتوفير الوظائف لأبناء وبنات المحافظة.
ومحافظة المجمعة كانت صاحبة حظ كبير جداً بتعيين سمو الأمير عبد الرحمن الفيصل محافظاً لها، لأنه يتمتع بالتواجد في كل الفعاليات والأنشطة والمحافل، ويسعى إلى تلمس حاجات المواطنين، والمتابعة الدائمة لمشاريع المحافظة، عدا عن كونه رجلاً ميدانياً يحب أن يرى الأمور على طبيعتها دون ضجيج إعلامي مفتعل.
وكلنا أمل أن يتم إنجاز المشروعات الجاري تنفيذها في محافظة المجمعة، والمراكز التابعة لها في وقتها، وفي الزمن المحدد لها وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية، والتأكيد على المنفذين بأن المشروعات ستسحب منهم إن تأخروا في تسليمها، ومن يثبت عليه العبث والفساد وضعف التنفيذ فإنه سيعاقب، إضافة إلى الانفتاح على الإعلام، وكتّاب الرأي فهم جزء من هذا الوطن، ولديهم أفكارهم التي يحتاجها صنّاع القرار.
لقد سعدنا بما شاهدناه من حسن تنظيم للمشرفين على حفل أهالي المجمعة، الذي أثلج صدورنا وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر، وعلى رأسهم محافظ المجمعة صاحب الخلق الرفيع، والشخصية الفذة, والشكر موصول لجميع أهالي المجمعة، والفريق المشرف ونادي الفيحاء، ولكل من شارك من اللجان والقطاعات الأخرى على الجهود الجبارة، والعمل المتواصل حيث أخرجوا الحفل بهذا المستوى المشرف والرائع، والذي يعكس الوجه المشرق لمحافظة المجمعة.