محمد المنيف
أتلقى بين حين وآخر رسائل على إيميلي يعرض فيها مرسلوها خدماتهم المتمثلة في دعوتي للمشاركة في معارض تقام هنا أو هناك داخل الوطن أو خارجه.. يبدأون تلك الرسائل بالإشادة بحضوري ومشاركاتي وبإبداعي التشكيلي وسمعتي العربية مع أن كل ما قالوه لا يمت للحقيقة بصلة، فأنا فنان مقل في المشاركات إلى حد الغياب لأسباب يشاركني فيها من تغيبوا عن الساحة من الفنانين الرواد، مع ما يشار إليه في تلك الرسائل أنني الوحيد الذي بعثت له الرسالة ليحققوا لي الشهرة والعالمية.
المهم هنا أنّ هذا الإغراء في القول يبعث إلى كل الإيميلات التي تحصل عليها من أرسلها إن كان فرداً او مؤسسة وهمية، يتلقاها كبار التشكيليين أو صغار الساحة من المواهب الأكثر وقوعاً في المصيدة التي ظاهرها يخفي باطنها السيء، وبعد أن تعلق الصنارة يبدأ المرسل بالشروط وفي مقدمتها أن تكاليف السفر والسكن على من تلقى الدعوة، يليها دفع مبلغ تكاليف إقامة المعرض وإيجار المكان، كل هذا يراه من تلقوا الرسائل أمراً سهلاً من أجل تحقيق تلك الشهرة ولو على من حولهم من منافسيهم من جيلهم.
يطلب من الفنان تحويل المبلغ على حساب الداعي دون أي توثيق أو ضمان، ثم تبدأ الحكاية بعد الوصول للمدن التي يتم فيها إقامة المعرض ليتفاجأ الفنانون في بعض المعارض بسوء التنظيم وضيق المكان وطريقة العرض بتعليق اللوحات بأسلوب لا يليق بها ولا بالمشارك مع ما ظهر في بعض المعارض من مشادات وخلافات مع المنظمين.
هذا الواقع يكشف كيف يستغل الفنان السعودي للكسب المادي دون احترام أو تقدير له ولإبداعه ولمكانة المملكة خصوصاً إذا كان المعرض في دول عربية أو غربية، هذا الواقع يجعل الفنان السعودي مصدر استغلال وأداة لجذب الآخرين حينما ينشر خبر أو تغطية بوضع الفنان السعودي في مقدمة الإعلان والدعاية.
واستشهد هنا بأحد المنظمين من إحدى الدول العربية يقيم في دولة خليجية قدم الدعوة لبعض الفنانين السعوديين وأشعرهم أن المعرض تحت رعاية رسمية من تلك الدولة اتبعها بمطالبته الفنانين المشاركين بتحمل السفر والسكن وتكلفة المعرض، لنطرح السؤال، كيف يستضاف الفنانون ثم يطلب منهم تغطية التكاليف، ما يدل على أن من يقوم بتنظيم المعرض استغل رعاية تلك الدولة للمعرض واستفاد من طيبة أولئك الفنانين وجمع منهم الغلة.
اندفاع غير مستحب من أولئك التشكيليين السعوديين دون استشارة أو تثبت لمعرفة أهداف تلك المعارض وتوجه أصحاب الدعوات خصوصاً في هذا الوقت الصعب والمهم لأخذ الحيطة والحذر فالدعوة تأتي من أفراد من دول تعيش ظروف سياسية وعسكرية.