سامى اليوسف
التطيّر هو التشاؤم، ويعني الظن السيئ، وعكسه الفأل وهو التفاؤل وحسن الظن بالله. والتطيّر منهي عنه في الإسلام. عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل) قالوا: وما الفأل؟ قال (الكلمة الطيبة) رواه البخاري.
مع إعلان قرعة التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، وأشهرها محلياً «تويتر» بعبارات السخرية، والتهكم، وتغريدات تشاؤمية مقزّزة تقرأ مستقبل الأخضر السعودي التي أوقعته قرعة التصفيات «النارية» في مجموعة الموت إلى جانب منتخبات: أستراليا، اليابان، الإمارات، العراق وتايلاند، وكأن السخرية، واللغة التشاؤمية ونظرتها أصبحت عادة أو صفة لا تنفك عن مجتمعنا في كافة أموره الحياتية.. كل مشكلاتنا أصبحنا نتعامل معها بسخرية بعيداً عن الجدية في التعامل معها، ودراستها، وعلاجها.
ولو عدنا بالتاريخ إلى الوراء، لقرأنا أن تأهلاتنا المونديالية المحفوظة بالأرشيف مرت عبر محطات، وصعوبات لا تقل عن صعوبة التصفيات المقبلة.. الفارق أن تلك المراحل حضرت فيها روح التحدي، والعزيمة، واستحضار الطموح بمزيج من الإعداد الناجح والمهارة الفنية، وتلاحم الجمهور والإعلام مع مسؤولي المنتخب ولاعبيه.
تأهلنا عبر دور المجموعات، ونحن في قمة الترتيب، وحقق المنتخب في ظروفه الإدارية، والفنية، والإعلامية، والجماهيرية الصعبة الهدف المطلوب، وجميع المنتخبات الأخرى بما فيها الأقوى آسيوياً مرت بظروف متشابهة، فالمستويات متذبذبة، والحضور الفني متباين لكن البقاء للأقوى تحدياً، والأشرس في تحقيق طموحه.
المرحلة المقبلة تتطلب الالتفاف من الجميع حول المنتخب، وأهيب بالقيادة الرياضية ممثلة برئيس اللجنة الأولمبية، ورئيس اتحاد الكرة بالعمل جنباً إلى جنب في وضع خطة الإعداد المبكرة، والمرسومة بإستراتيجية واضحة للنهوض بالأخضر قبل أن يضطلع الإعلام والجمهور وقبلهما الأندية بأدوارهم.
الأهم أن لا يصدر المتشائمون - هداهم الله- نظرتهم، ولغتهم التشاؤمية المحبطة لمعسكر الأخضر، ومسؤوليه.. وكرة القدم لا تعترف بالمستحيل مع الإصرار وفي حضرة الروح.
قرأت لجمهور وإعلام يقتل الطموح، وهم الأكثرية للأسف، وفي المقابل، قرأت لأفكار ومقترحات وكلمات تبعث في النفس الأمل، وتبذر الطموح الذي يحتاج إلى ماء الرعاية والاهتمام لينمو، ويزهو، ونحصد ثمرته.