سامى اليوسف
رغم كل الظروف الصعبة والأجواء المشحونة وموجات الإحباط والشك حقق الأخضر السعودي المهم وتأهل متصدراً عن مجموعته إلى الدور الثاني الحاسم من تصفيات مونديال 2018 في روسيا.
عانى الأخضر الأمرين إدارياً واعلامياً وحتى جماهيرياً وهذه المعاناة تسبب بها اتحاد كرة هش في بنيته، وضعيف في قراراته، ودفاعه عن مكتسباته.
لن نتحدث بالتفصيل عن مرحلة التشكيك والاتهامات التي زرع ألغامها أعضاء الاتحاد أنفسهم، ولن نفصل أيضاً في مرحلة التسيب والفوضى، أو»اللا انضباط» الفني والإداري لكن سنبدأ من حيث توقف مشوار الأخضر عند التأهل بانتظار محطة العبور المقبلة، والتي تشكل المرحلة الأهم نحو إعادة الهيبة،والحضور ..
الوقت من اليوم وحتى سبتمبر المقبل سيكون «مافياً» لإعادة ترتيب أوراق الأخضر الإدارية والفنية بعمل مخلص وصادق أعتقد أن بدايته تكمن في حسم أمر المدرب.. بقاؤه من عدمه .. وإن كنت أظن بأن البقاء أجدى وأنفع للمرحلة المقبلة، خاصة وأن امارات الاستمرار لاحت في الأفق من خلال تصريحات أعلى الهرم الاداري، ومع وجوب مراعاة قيمة وأهمية المهمة، واحترام العقد، وقبلها المنتخب الذي يدربه.
الجانب المهم يتعلق بالشؤون الادارية للمنتخب وهي تتمحور في جهاز إدارته، ونظامه المعني بضبط حالة الانفلات التي كانت عنوان المرحلة السابقة، فالواجب حسم أمر ادارة المنتخب إما بتجديد الثقة أو تجديد الدماء، والأهم أن يترافق مع اعلان شفاف للائحة الانضباط الخاصة بلاعبي المنتخب بعد اعتمادها منعاً لتكرار مآسي الماضي القريب والتصادم مع عقليات لاعبين محترفين بفكر الهواة، أو إعلام يسيره ميوله وتعصبه.
الأمر الثالث يتعلق بآلية الاختيار للاعبين، وأعني هنا توسيع قاعدة الاختيار، ورقعته بحيث يشمل لاعبي دوريات المظاليم، أو الأندية البعيدة عن الأضواء طلباً للاعب الملتزم من جهة، وللاعب الذي يبحث عن الدافع أو الحافز الذي سيقاتل من أجل التمسك بفرصته، واثبات وجوده، وخلق أجواء المنافسة، وروح التحدي في أجواء معسكرات الأخضر.
لاشك أن الإعلام يطاله النصيب الوافر من العتب وضرورة القيام بمسؤولياته تجاه منتخب الوطن، ولكن على الجماهير الرياضية أن تعي قدر مسؤوليتها أيضاً، وأهمية الدور المنوط بها، وهنا يحضرني مشهدان في ملعبين: استاد محمد بن زايد في أبوظبي، واستاد برج العرب بالاسكندرية حيث غصت مدرجات الملعبين بالجماهير الاماراتية والمصرية الكل وقف وقفة رجل واحد مع منتخب الوطن.. ذابت الفروقات، واختفت ألوان الأندية تحت علميّ الأبيض الإماراتي والأحمر المصري.. وهذا ما نبحث عنه، ونطلبه من جماهيرنا فالإعلام التقليدي في عصر الانفتاح على الـ»سوشال ميديا» لم يعد بذلك المؤثر القوي، بل باتت السطوة الآن للأخيرة من حيث التأثير ، وصناعة ردة الفعل، فالاسطوانة القديمة التي تحمل الصحافة الرياضية ما يحدث للمنتخب لم تعد قابلة للتكرار والتصديق، وعلى المشجع الفطن أن يعي دوره وأهميته في مشوار الأخضر المقبل والحاسم.
كل التوفيق لمنتخبنا، ونجومه في في محطة العبور المقبلة إلى المونديال، وكل الشكر لكل من ساهم في تحقيق الخطوة المهمة في التأهل الى التصفيات النهائية أو الدور الثاني ( الأهم) .. والمسؤولية تكبر بمقدار الطموح.