فهد بن جليد
أكثر واحد كان مبسوطا من قيام لاعب مصري شهير بتطليق زوجته على الهواء مباشرة عبر برنامج تلفزيوني، هو (مذيع البرنامج)!!.
تخيلوا بمجرد أن توجه الضيف للكاميرا وقال (أنتِ طالق بتلاته)، حتى انتفض المذيع، وقال أنت بطلق زوجتك؟ ثم أعاد على المشاهدين ما قاله الضيف، وقد بدت على وجهه علامات الارتياح، طبعاً خبر طازه وحصري، إنجاز: عاجل الكابتن (فلان) بيطلق زوجته على الهواء مباشرة (بالتلاته)!.
كنت سابقاً أعتقد أن (المُترجم) هو الوحيد الذي يمكنه أن يخربها بين أي (اثنين)، لأنه قد يُشعل الحرائق بسبب (ترجمته الخاطئة)، فهو (محضر خير) مالم يجتهد في التعبير نيابة عن الآخرين، يقال: إن الرئيس الأمريكي كارتر، لاحظ ضحك اليابانيين الزائد والمستمر، وهو يحكي (قصة طريفة) أثناء إلقائه خطابا في طوكيو، فسأل المترجم ماذا قلت لهم؟ فأجابه قلت لهم: فخامة الرئيس يخبرنا قصة طريفة، و (عليكم أن تضحكوا الآن) !.
الإعلامي اليوم بات (محضر خير) في كل تلك (الخناقات) التي يُديرها بما وهبه الله من حسن رأي، وفصاحة لسان، وقوة حجة، صحيح أن (نفر قليل) من الإعلاميين يقتاتون على مشاكل الشعوب، ويسكبون على النار قليلا من (الزيت)، لزوم (لقمة العيش)، ولكن الواضح أن تعدد القنوات الفضائية، فضح المستور!.
مِن الإعلاميين مَن لا يستطيع السير دون أن يكون بيده (عود ثقاب) يشعل به (الحرائق)، ليثير الرأي العام، بعد أن نصب نفسه (محاميا للشعب)، لا يكتب إلا نقداً، ولا يتحدث إلا صراخاً، يفتش عن السلبيات فقط وكأنه (جامع قمامة)!.
من يوهمنا بأنه يملك (عصا موسى) أو (خاتم سليمان) لحل مشاكلنا سيتحول إلى (محضر خير) مع أول فرصة، ليبحث عن النجومية (بقضايانا) على طريقة المذيع أعلاه!.
وعلى دروب الخير نلتقي.